-
/ عربي / USD
يضم هذا الكتاب بين طياته أوراق الندوة الفكرية التي نظمتها شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حول المفكر العربي د. طيب تيزيني في موضوع: "طيّب تيزيني: التراث والمستقبل".
وهي مبادرة لتقديم ودراسة مشروع هذا المفكر العربي المتميز والتعريف به عند الأجيال الصاعدة، لقد كانت مناسبة لتكريمه بما يستحق من حفاوة وتقدير، بإعتباره رمزاً من رموز الفكر العربي المعاصر، ترك وسيترك أثر فكره واضحاً في عدة أجيال.
يأتي مشروع طيب تيزيني ليظهر للعيان مدى الأخطاء السياسية، والتاريخية، والإقتصادية، والثقافية، التي تراكمت داخل الوطن العربي وأصبحت تهدد بكوارث تاريخية كبرى أدخلته في نفق مسدود، وأغلقت كل آفاقه مما ساعد على هيمنة التطرف بمختلف أجناسه وفصوله وألوانه؛ فزاد من إندحار حرية التفكير وغياب حسن التدبير.
لقد أجمع المتتبعون على أن السبب الرئيس لهذا الوضع يعود، أساساً، إلى غياب الفكر النقدي، نعم، لا يمكن أن ننكر بأن للفكر العربي تقاليد مشهوداً بها في النقد واللوم الذاتي، غير أن هذا النقد كان، في غالب الأحيان، نقداً إيديولوجياً، أو سياسياً او طائفياً، والحال إن الإنسان العربي يحتاج بخاصة إلى النقد الفلسفي، إلى نقد المفاهيم، والمسلمات، والمعتقدات، والصور الراسخة عن الذات وعن الآخر معاً.
في هذا الجو المشحون بالأسئلة والتحديات والعوائق داخلياً وخارجياً، أجمع المشاركون في الكتاب، على أن لا مناص من الفلسفة لإعادة بناء الإنسان وترتيب البيت الداخلي للمجتمعات العربية بروح من النقد والعقلانية والحرية والحوار والتسامح، مؤكدين بذلك على راهنية الطرح التيزيني.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد