يتوقف هذا الكتاب لدرس قصيدة النثر بالعربية، ما يحتاج إلى أكثر من عرض وشرح.يأتي هذا الكتاب بعد ثلاثة غيره حملت في عناوينها الشق الأول من العنوان عينه: "الشعر العربي الحديث..."، ما يعني وصلاً وفصلاً بين الكتب الأربعة بالتالي، فما المقصود من ذلك؟…أدافعُ وأقترح، منذ سنوات،...
يتوقف هذا الكتاب لدرس قصيدة النثر بالعربية، ما يحتاج إلى أكثر من عرض وشرح. يأتي هذا الكتاب بعد ثلاثة غيره حملت في عناوينها الشق الأول من العنوان عينه: "الشعر العربي الحديث..."، ما يعني وصلاً وفصلاً بين الكتب الأربعة بالتالي، فما المقصود من ذلك؟…
أدافعُ وأقترح، منذ سنوات، مراجعةَ واسعة للشعر العربي الحديث، ما ظهرَ في عدة كتب، تناولتْ في أولها "الشعر العصري"، ثم "كيان النص"، و"القصيدة المنثورة"، وأتناولُ "قصيدة النثرط، في الكتاب الحالي.
وقامت هذه الكتب الأربعة وفق خطة تحقيبية، نظرتْ، من جهة، إلى التقطيعات التاريخية لهذا الشعر، بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وطلبتْ هذه الخطة درسَ "التغيرات البنائية" فيه، من جهة ثانية.
هذا ما اضطلعَ الكتاب بمعالجته، في قسمين، مع "مدخل" و"خاتمة": يعالج القسم الأول (في أربعة فصول) أبنية هذه القصيدة من القصيدة المنثورة إلى قصيدة النثر، وفي نصوصها الأولى مع محمد الماغوط وأنسي الحاج؛ ويعالج القسم الثاني (في أربعة فصول) قصيدة النثر في "الخطاب الموازي" (أي في الخطاب النقدي الدارس لهذه القصيدة والمتعالق بها، بين خطاب فلسفي وسياسي وجمالي)، بين عربي وغربي.
سعى هذا الكتاب إلى تجنب الجدل الخلافي حول القصيدة، من دون أن يتغافل عن أسباب الخلاف وحججه، طالباً إعادة هذه القصيدة إلى نطاقها المخصوص؛ في تاريخها، وأبنيتها، وشعريتها، كما لم يُسلِّم الكتاب سلفاً بـ "شعرية" هذه القصيدة، بل جعل منها موضوع فحص، على أن يثبت الدرس شعريتها (لا سيما في الفصل الثامن).
الأكيد هو أن هذه القصيدة تكفلتْ بأكثر من تحدٍ، في أسباب قيامها، وجاهرتْ بإحداث شعرية جديدة للقصيدة، ما جعل مهمة الدارس أصعب بالضرورة، إلا أن في هذا ما ينشِّط البحث، ويقوي قدراته، ويثبت صلاحيته إن توفَّقَ في مهمته.