في روايته "ترانيم الضفاف" يواجه الدكتور غسان وهبه صراعات عصره بالقلم، ويستجيب لكل قضايا زمنه التراجيدي، بعناصر قلما توافرت لأديب عربي، ألا وهي حرية الفكر والمثاقفة والمواجهة، فعرف كيف يدفع أفكاره قدماً ليبقينا متابعين لها طوعاً بفضولٍ لا ينطفئ إلا بالوصول إلى...
في روايته "ترانيم الضفاف" يواجه الدكتور غسان وهبه صراعات عصره بالقلم، ويستجيب لكل قضايا زمنه التراجيدي، بعناصر قلما توافرت لأديب عربي، ألا وهي حرية الفكر والمثاقفة والمواجهة، فعرف كيف يدفع أفكاره قدماً ليبقينا متابعين لها طوعاً بفضولٍ لا ينطفئ إلا بالوصول إلى النهاية.
والرواية في جوهرها في صورة منقحة للبني الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في لبنان، تلك البنى التي افرزت أكواخ الضفاف، عالم خارج العالم، عالم تتداخل وتتشابك فيه القصص، مكاناً فريداً بتناقضاته، حتى أنه كان سبباً لحروب وصراعات بين قوى الأمر الواقع والفقراء، والذين سيتخذ الروائي من بعض شخصياتهم مجالاً لكشف الظلم الذي يلحق بالمثقفين والمتعلمين ويمثلهم "سمير" الذي وصل إلى درجة الدكتوراه في العلم، واضطر أن يعمل في خمارة الضفاف مع العشرات من خريجي معهد التدريب المهني إلى دول الخليج العربي أنموذجاً للمثقف المتعالي الذي لا يملك مشروعاً سوى التنافس مع "سمير" وإبراز تفوقه على أبناء جلدته، ما يعني أن الوعي قد يتحول إلى نقيض الوعي عندما يكون مجرد إستجابة يتم تلقينها من رموز ثقافية خاطئة تتوسل إتجاهات قد تصادم القيم الكبرى للمجتمع والتي إن تم تجاهلها تنزع عن المثقف مشروعيته.
من أجواء الرواية نقرأ: "فكرة ولدت من رحم الإنسلاخ الطوعي يوم صارت أزق الضفاف، يعوزها دفء الإرادة، وناسها يفتقرون إلى جنون الحلم "خمارة الضفاف" هي فكرة "شطحة"، سمها ما شئت لم تعد ملكي.
ضجيج الفكرة في رأسي وألم مخاض الولادة، وجعي، غضبي إن أثار شوالاً يكفي، الخروج من المأزق يبدأ بالسؤال؟...