-
/ عربي / USD
يحلّل الكتاب مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب السياسي، هي مرحلة ما قبل إحتلاله والسنوات الأولى من ذلك الإحتلال، لكنه لا يُؤرِّخ للوقائع، لأنه ليس كتاباً في التاريخ، وإنما يؤرِّخ للفكر الإصلاحي فيه أو قُلْ، للدقة، يحلّل الأدبيات الإصلاحية التي كتبها مثقفون مغاربة منذ مطالع أربعينيات القرن التاسع عشر، وفي جملتهم فقهاء، ورحّالة، ومؤرّخون، أهَّلوا فيها للفكرة الإصلاحية تأهيلاً شرعياً، وناضلوا عنها نضالاً مستميتاً مع المخزن ( = الدولة السلطانية)، في الغالب، في مواجهته أحياناً.
وكان هؤلاء، في تأصيلهم ذاك، تطويعُ مدوّنتهم الفقهية التقليدية وإعتصارُها قصد تكييفها مع موجبات الإصلاح ومقتضيات المَدَنيّة الحديثة.
ومع أنّ معرفةَ أكثرهم بالأفكار السياسية الأوروبية الحديثة الوافدة كانت متواضعة، في ذلك الحين، إلاّ أنّ تحدي المَدَنيّة الأوروبية، الماثل أمامهم، لم يترك من سبيلٍ أمامهم إلى كفِّ أخطار الإنسحاق أمام زحف تلك المدنيّة، وزحف جيوشها الغازية، سوى توسُّل الأسباب عينها التي قادت أوروبا إلى الإنتهاض، نهضتها الكبرى: العلم، الحرية، الإنتاج، الديمقراطية والحياة الدستورية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد