يمكن تعريف الهوية الوطنية بأنها ذلك الشعور الجمعي المشترك والشامل لمواطنين في دولة ما، الذي يولّد لديهم حساً بالإنتماء إلى الأرض التي يعيشون عليها، ويعزز الحاجة المشتركة للتعايش معاً إلى حد ربطهم بمصير واحد... إنه شعور بالإختلاف عن الشعوب الأخرى.تكتسب دراسة هذا الموضوع...
يمكن تعريف الهوية الوطنية بأنها ذلك الشعور الجمعي المشترك والشامل لمواطنين في دولة ما، الذي يولّد لديهم حساً بالإنتماء إلى الأرض التي يعيشون عليها، ويعزز الحاجة المشتركة للتعايش معاً إلى حد ربطهم بمصير واحد... إنه شعور بالإختلاف عن الشعوب الأخرى. تكتسب دراسة هذا الموضوع أهميتها نظراً للمسارات التي اتخذها وللظروف والسباقات التي تشكّلت فيها إشكالياته، والتي يعاد تشكُّلها في كل الأزمات والتحديات والخلافات بين اللبنانيين، والتداخل الحاصل فيها بين الأطراف الداخلية والخارجية، وما يدور حولها من مواقف معلنة ومضمرة، مما يتطلب دراسة كلّ ذلك بنظرة سوسيو - معرفية تلحظ أبعاد المشكلة في محاولة لمعرفة سبب وجود عدة إجابات بدلاً من إجابة واحدة عند السؤال: ما هوية لبنان؟.
يتخذ البحث في الهوية الوطنية أهمية خاصة، لأنه من خلالها يتحدد معنى الإنتماء إلى الوطن، والمجتمع اللبناني تمثّل فيه إشكالية الهوية واحدة من المعضلات الرئيسية التي يفترض أن تشكّل إطاراً مرجعياً عاماً لسكان يتدرجون من حيث طبيعة تكويناتهم الخاصة في إطار إنتماءات وولاءات مختلفة (طائفية ومذهبية)، ولكن لماذا يبرز سؤال الهوية دائماً حين يمر البلد بأزمة وطنية حادة وعميقة؟...
ففي لبنان هناك أزمة تعيشها دائماً: تشتد حيناً فتظهر إلى العلن في زمن الصراعات، ومن ثم تهدأ، ودائماً على حافة الهاوية قبل أن تسقط فيها، هنا يأتي دور الباحث ليقدّم معرفة جديدة تضبط عناصر الأزمة بأبعادها التاريخية، الإجتماعية، السياسية، الدينية والمصالحية، لنرى بعدها أن الأزمة اللبنانية هي أزمة هوية وإنتماء.