إنّ مدرسة المستقبل - التي يعوّل عليها المسؤولون عن النظم التعليمية والتربويون على إختلاف إتجاهاتهم - تقوم أساساً على ما أنتجته الثورة التقنية.ولا شك أنّ الإستفادة من التقنية ومصادر المعلومات مطلب ملحّ، ومسايرة للتقدّم العلمي ومتابعة للإنفجار المعلوماتي، إلا أنّ الهرولة...
إنّ مدرسة المستقبل - التي يعوّل عليها المسؤولون عن النظم التعليمية والتربويون على إختلاف إتجاهاتهم - تقوم أساساً على ما أنتجته الثورة التقنية. ولا شك أنّ الإستفادة من التقنية ومصادر المعلومات مطلب ملحّ، ومسايرة للتقدّم العلمي ومتابعة للإنفجار المعلوماتي، إلا أنّ الهرولة نحو صياغة مدرسة المستقبل بكلّ جديد من دون تقنين أو دراسة، أو من دون توازن بين إيجابياته وسلبياته قد تُحدِثُ خلخلة في النظام التربوي، وقد يكون التحديث فقط في الأدوات والوسائل دون المضمون التربوي الذي يحقق الغاية من التربية والتي تتمثل في إعداد الفرد وتهيئته للمستقبل.
ولكن وفي ظلّ هذه التحديات المعاصرة المتمثلة في تحديات الثورة العلمية والتقنية بكلّ جوانبها ووسائلها، والتي ستؤثر حتماً على القيم، وتربيتها - مما قد يؤدي إلى تراجع في بعض القيم وغياب في بعضها الآخر - هل تستطيع مدرسة المستقبل أن تقوم بدورها المأمول نحو التربية القيم؟ وما هي التحديات المتوقعة مستقبلاً بناء على معطيات الحاضر؟ وهل تستطيع المدرسة في المستقبل أن تواجه هذه التحديات؟ وما هي خصائص مدرسة المستقبل التي تستطيع أن تقف أمام هذه التحديات ليكون من أهم مخرجاتها جيل يمتلك حصانة قيمية تمكنه من السير قدماً نحو تحقيق أهداف الأمة وغاياتها؟.
ولذا، تأتي هذه الدراسة ضمن دور التربية الإسلامية في تربية القيم للأبناء وإعدادهم للمستقبل من خلال بناء الشخصية المسلمّة القادرة - بما تحمله من قيم تربوية راسخة - على مواجهة أيّ تغيّرات أو تحوّلات أفرزتها التحديات المعاصرة بمختلف أهدافها ووسائلها.