-
/ عربي / USD
في كتابه هذا، يقدم الدكتور عبد الإله بلقزيز مقاربة جديدة حول إشكالية العلاقة بين الدولة والمجتمع، هي بمثابة تأملٌ في جدلية (التوحيد والإنقسام) التي تحكم الإجتماع العربي المعاصر وتشتغل في تمزيق نسيجه الداخلي باحتدام، لا بل تضعه - وظاهراته المختلفة - في حالٍ من المراوحة المديدة بين التماسك النسبي والتشظي المتسع نطاقاً.
ونشأت فكرة هذا الكتاب - وفقاً للمؤلف - من ملاحظة طغيان تفكير أيديولوجي وإنتقائي لظاهرة الإنسداد السياسي التي تناولها مفكرون انطلقوا من مقدمات مُبسطة ومريحة للوصول إلى استنتاجات تصدر عنها حكماً يُنزل حكم الإدانة للدولة. أما المؤلف فينظر إلى الظاهرة ابتداءً من فهمها فهماً موضوعياً صحيحاً، أي في صورتها المركبة - غير المبسطة - لذلك جاء هذا الكتاب كما أراد له مؤلفه مساحةً للتعبير عن قراءة أخرى اعتبرها بلقزيز "نزعمُ أنها تركيبية وجدلية لظاهرة الإنسداد السياسي وما تقود إليه من نتائج كارثية، وللجدليات والديناميات العميقة التي تصنعها في الإجتماع العربي المعاصر، وهي قراءة حاولت أن تستثمر كثيراً من مفاهيم ومناهج علم السياسة وعلم الإجتماع والتاريخ وتاريخ الفكر، وأن تصون الحدَّ الأدنى من تقاليد اللغة النظرية من دون أن تفرط في حقها المشروع في بعض النقد الإيديولوجي الذي تحمل عليه الضرورة أحياناً (...) . إن هذا الكتاب دعوة إلى ثلاثة مطالب: إلى تفكير حقيقي في مسألة الدولة على الأصول النظرية، والإرتفاع عن مستوى كلام العموميات السائب، والكف عن الثرثرة الأيديولوجية في مسائل الإجتماع السياسي، ودعوة إلى نقد مزدوج: للدولة والمجتمع ... ثم دعوة إلى أن ترفع النخب السياسية العربية درجة انتباهها إلى ما تأخذ مجتمعاتنا إليه بعض الخيارات السياسية الإنتحارية من فتن وحروب أهلية تدمر البقية الباقية من المجتمعات ...".
هذا، وقد أشار المؤلف في مقدمة الكتاب أن هذا العمل كُتب قبل "الثورة" بحوالي ثلاث سنوات ونيفٍ أي في العام 2008، وبقي كما هو دون إضافات لنتائج الربيع العربي. وهنا يعلّق المؤلف قائلاً: "من حسن حظ الكتاب أن تجربة "الثورات" أثبتت دقة تحليلاته أو صوابها، وإنما أقول إن من سوء الحظ أن تلك "الثورات" لم تثبت بُطلانه، أو الغُنيةَ عنه".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد