يندرج هذا الكتاب في خطة بحثية عمل الدكتور شربل داغر بموجبها على إعادة النظر في تجديد القصيدة العربيّة إبتداء من "عصر النهضة"، هذا ما كشفَ، في أولى نتائجه، عن شعر مغمور في العربية: "الشعر العصري"، بين ستينيات القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، في بيروت، والقاهرة، وحلب،...
يندرج هذا الكتاب في خطة بحثية عمل الدكتور شربل داغر بموجبها على إعادة النظر في تجديد القصيدة العربيّة إبتداء من "عصر النهضة"، هذا ما كشفَ، في أولى نتائجه، عن شعر مغمور في العربية: "الشعر العصري"، بين ستينيات القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، في بيروت، والقاهرة، وحلب، ودمشق، وتونس وبغداد وغيرها، ما ظهر في كتابه الشعر العربي الحديث: القصيدة العصرية. هذا المسعى قاد الدارس، في وقفة تالية، إلى تناول الشعر العربي في النصف الأول من القرن العشرين، الذي قام، في تجارب مختلفة، على بناء "كيان" للنص، أي إبتداء القصيدة من الشاعر، لا من العمود، ومن تدبيرات الشاعر وخياراته، لا من قواعد البلاغيين، ما ظهرَ في كتاب داغر الشعر العربي الحديث: كيان النص.
هذه الخطة هي التي قضت بإصدار هذا الكتاب عن "الشعر المنثور"، ما أفاد في الكشف عن تجارب شعرية مغمورة، هي الأخرى، طالما أن المعروف من شعراء القصيدة المنثورة لم يبلغ السبعين شاعراً، بين العام 1903 والعام 1957، كما انتهى إليه التعرف والدرس في هذا الكتاب.
إلى هذا النقص التاريخي، كان النقص أكيداً في عدة التحليل المناسبة لهذه القصيدة، أي في درس أبنيتها وتشكلاتها في مستويات النص المختلفة (هيئة طباعية، إيقاع، نحو، ومعنى)، فضلاً عن أنه جرى الخلط بين هذه القصيدة وبين ما يسمى "قصيدة النثر".
هكذا أتاح الكتابُ الوقوفَ على علاقات غير مسبوقة في أدب العربية بين الشعر والنثر: علاقات حيوية، متوترة ونزاعية، جعلت من ميدان هذه القصيدة محلُّ تجريب وإجتهاد وتجدد حتى هذه الأيام.