حينما عرضت علي فكرة البحث في أدب مناجاة الله سبحانه وتعالى شعراً ونثراً لم يكن في تصوري أن يكون هناك من الشعر والنثر مادة تُجمع لتكونا كتاباً وخاصة أن المعيار الذي وضعته ربما قلل من هذه المادة، فقد عزمت على أن يتطرق البحث إلى الشعر والنثر الذي يكون بين العبد وربه، تلك...
حينما عرضت علي فكرة البحث في أدب مناجاة الله سبحانه وتعالى شعراً ونثراً لم يكن في تصوري أن يكون هناك من الشعر والنثر مادة تُجمع لتكونا كتاباً وخاصة أن المعيار الذي وضعته ربما قلل من هذه المادة، فقد عزمت على أن يتطرق البحث إلى الشعر والنثر الذي يكون بين العبد وربه، تلك المناجاة الرقيقة التي يرسلها العبد متضرعاً لربه أو شاكياً إليه، أو طالباً جاحة يرجو تربيتها، وبهذا نُخرج من البحث شعر الزهد في الدنيا والحث على الإعراض عنها والذي شاع بين كثير من الشعراء كأبي العتاهية وغيره، وبذلك ضاق نطاق البحث وقلت مادته. ولكنني ما كدت أبحر باحثاً عن هدفي حتى رأيتني أخوض عباب بحر طام ما بين مناجاة وتضرّع وسؤال، واعتذار عن ذنب، وطلب لتوبة، وحمد لله على نعمه واستزادة من فضله.