يستكمل الدكتور شربل داغر، في هذا الكتاب، درس الدورة الثقافية المستجِدة ابتداء من "عصر النهضة"، عصراً وبنى ولغة وأدباً وقيماً ومنظورات ومشروعات. فبعد أن كشف عن بدايات "الرواية العصرية"، و"القصيدة العصرية"»، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ينتقل في هذا الكتاب لاستئناف...
يستكمل الدكتور شربل داغر، في هذا الكتاب، درس الدورة الثقافية المستجِدة ابتداء من "عصر النهضة"، عصراً وبنى ولغة وأدباً وقيماً ومنظورات ومشروعات. فبعد أن كشف عن بدايات "الرواية العصرية"، و"القصيدة العصرية"»، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ينتقل في هذا الكتاب لاستئناف النظر في تجليات التجديد المتعاقبة والمختلفة، تحديداً في نطاق الشعر يتوقف عند مرحلة تالية، ابتداء من الحرب العالمية الأولى، جمعَها تحت عنوان: "كيان النص"، ما يشير إلى إنتاج شعري مختلف، صنعاً ومثولاً وتعبيراً. وعالج الدرس خصوصاً "التغيرات البنائية"، سواء في تكوين الكتاب وظهوره الطباعي، أو في أبنية النحو والوزن (والإيقاع) والمعنى. هذا ما جعل الدرس يحتاج إلى مقاربات وخبرات متعددة، تقع بين الشعري (بوصفه لغوياً) وبين التاريخي (العام والثقافي)، في ثلاثة ميادين: ما قَبل النص، والنص في أبنيته المخصوصة، وعِبر النص(أي قصدُه وتفاعلُه مع خارجه). هذا ما ظهر في خروج متعدد الأوجه: من مبدإ وحدة البيت، من العروض، من "النوع" الشعري، صوب تشكلات جديدة: باتت كتابة القصيدة "تجربة" مخصوصة، لا تطبيقاً وإجادة في نظام متبع، وتحولت القصيدة إلى نص له كيانه المتشكل وفق علاقاته وأبنيته الداخلية.