ساهم الانترنت في خلق أنماط غير تقليدية من الجماعات ومن العلاقات الاجتماعية والتفاعلات التي لا ترتبط بهوية أو قومية أو حدود جغرافية. تتشكل هذه العلاقات ضمن الفضاء السايبري، بشكل غير مشروط، غير محدد المعالم والأبعاد، بشكل حر، صريح وطليق. يحددها أصحاب الاهتمامات المشتركة ضمن...
ساهم الانترنت في خلق أنماط غير تقليدية من الجماعات ومن العلاقات الاجتماعية والتفاعلات التي لا ترتبط بهوية أو قومية أو حدود جغرافية. تتشكل هذه العلاقات ضمن الفضاء السايبري، بشكل غير مشروط، غير محدد المعالم والأبعاد، بشكل حر، صريح وطليق. يحددها أصحاب الاهتمامات المشتركة ضمن الفضاء المعلوماتي الواحد.
والواقع أن اختيار الظواهر التي يعجّ بها الانترنت لدرسها ووضعها هدفاً بحثياً مسألة في غاية الصعوبة، لأننا لا نجد ظاهرة معاشة في الواقع الحقيقي إلا وبات لها مرادف في المجتمع الافتراضي. من هذا المنطلق سعينا إلى اختيار أبرز الظواهر والقضايا التي يهتم بها القارئ العربي، والتي تطرح لديه تساؤلات وعلامات استفهام. من جهة أخرى، برز الكثير من المفاهيم الرامية إلى فهم ظواهر الانترنت ضمن عوالم المعرفة التي أنتجتها، هذه المفاهيم الجديدة المتبلورة لم يتعد بعد زمن تداولها ثلاثة عقود، مما يجعلها مفاهيم فاقدة للإشباع المعرفي، وخاصة وأن الكثير من المفاهيم ما زالت في قيد الإنتاج والتبلور، ذلك أن ظواهر الانترنت لم تهدأ في التكاثر على أثر تفاعل الناس معها.
وعندما نتحدث عن "التأثر"، هذا يعني أن هناك "ولادات اجتماعية"، وهذه الأخيرة قد تشكل السوسيولوجيا، أو بالحد الأدنى تشكل الموضوع السوسيولوجي. من هنا سعينا إلى دراسة "سوسيولوجيا الانترنت"، كمسعى للولوج إلى هذا العالم المعرفي الجديد، الذي يتضمن الكثير من المفاهيم والظواهر السوسيولوجية التي باتت تستدعي تدخل السوسيولوجيين لفهم دلالاتها وانعكاساتها في المجتمع.