منذ الصفحة الأولى تطرح رواية "سجين الروح" العلاقة الملتبسة بين الروح والجسد، وتتمظهر هذا العلاقة بالتسلل إلى خبايا الأرواح المتمردة لبعض شخوصها التي سمَا بها الروائي كلود عطية بقصد أو بغير قصد، وعبر أسلوبه الأنيق، وعوالمه الرومانسية التي سمى بها عن الواقع الإنساني...
منذ الصفحة الأولى تطرح رواية "سجين الروح" العلاقة الملتبسة بين الروح والجسد، وتتمظهر هذا العلاقة بالتسلل إلى خبايا الأرواح المتمردة لبعض شخوصها التي سمَا بها الروائي كلود عطية بقصد أو بغير قصد، وعبر أسلوبه الأنيق، وعوالمه الرومانسية التي سمى بها عن الواقع الإنساني بتناقضاته وإنزياحاته إلى عوالم أرقى وأكثر معنىً وخاصة أنه تم تظهيرها بلغة شعرية متأنقة سواء على مستوى الخطاب أو الواقع.
قدم للرواية الكاتب العراقي حسين نهاية الذي وجد فيها "ما هو أشبه بمشاهير الكتَاب العالميين الذين أخذت رواياتهم لباب قارئيها عبر انعكاس الزمان والمكان والحدث بما لا نستطيع توثيقها، مثلما استطاع كاتب هذه الرواية أن يعكس في مرايا قلمه الرشيق كل حيثيات الحياة الدقيقة لأبطالها ورصدها، ثم ما لبث أن يحوَل مسارها إلى الإستدراج الخيالي فيأخذ بقارئها إلى تمزيق عذريتها ليصبح هو أحد أبطالها متمثلاً بـ (...) من الشخوص ولينتقم، أو يؤازر، للوصول إلى مدراج الروح التي هبطت من دون أن تدري، حيث ستتداخل في هذا الأمر أبعاد لشخصية القارئ مع أبعاد ورؤى بعض أبطالها، ثم يفيق على أحلام رمادية بعثها الكاتب في بعض شخوص أبطاله من دون تحيز".
وعلى أيه حال، تبقى "سجين الروح" نصاً روائياً جميلاً يطرق منطقة غير مرئية –بين الروح والجسد- تتعلق بالإنسان أولاً وأخيراً ما يجعل من الرواية حقيقة أدبية ماتعة...