يشكل هذا الكتاب مقاربات نقدية حول تشكل مفهوم الدولة والشرعية والسلطة السياسية عبر تحولات عاشها المجتمع العربي والإسلامي على مرَ التاريخ. وفي الكتاب يجهد الدكتور "وفيق رؤوف" على كشف الإلتباس المتمثل "بإقدام الدولة على توظيف العقيدة الدينية للتعويض عن الشرعية الناقصة" ويؤكد...
يشكل هذا الكتاب مقاربات نقدية حول تشكل مفهوم الدولة والشرعية والسلطة السياسية عبر تحولات عاشها المجتمع العربي والإسلامي على مرَ التاريخ. وفي الكتاب يجهد الدكتور "وفيق رؤوف" على كشف الإلتباس المتمثل "بإقدام الدولة على توظيف العقيدة الدينية للتعويض عن الشرعية الناقصة" ويؤكد على ذلك بأن بعض نماذج الحكم العربية، او جلَها، قائم في الدرجة الأولى على هيمنات الأسرة والقبيلة، الفئوية والجهوية، الحزب ومشروع التوريث الجمهوري الآيل إلى التصدع.. الدولة ذات الطابع المدني أو العسكري، أو تلك التي تخلط بين الإثنين بهدف التمويه على أغرافها ونقوذها؛ وما إلى ذلك من طروحات ايديولوجية كشف التاريخ الحديث عن عجزها المتواصل وتلاحق رثاثة صدقيتها، في تعاملها مع الداخل والخارج معاً... وفي هذا السياق ينطلق المؤلف من الينابيع الأولى لتكوين الدولة الفكري، بما في ذلك استحضار المدلول الأسطوري للشرق الذي كان المنبع لفكرة التوحيد الإبراهيمي، ومن ثم استقراء مكونات الصيغة الدولتية في موطن العرب الأصلي، شبه الجزيرة العربية... وصولاً إلى العصر الحاضر... ولمزيد من الفهم والإيضاح يقسم المؤلف كتابه إلى ستة فصول يستعرض خلالها تحولات وإشكاليات حول مفهوم الدولة الحديث والقديم لا تزال مثار جدل وتدعونا للتأمل والمساءلة، وهذه الفصول جاءت بعناوين منها "العقيدة والأدلجة"، "تداعيات مأسسة السلطة"، تحولات العائلة السياسية"، "الدولة الحديثة= الحداثة الملتوية"، "دولة السلطة.. نظام الفئة"، "ربيع الشارع... صقيع الواقع"، وأخيراً خاتمة واستنتاجات.