لقد عانى الليبيون في عصر القوافي، التجويع والتهميش والتجهيل والإقصاء، والمرض، إضافة إلى الحصار "الخارجي والداخلي" والإضطهاد والقتل، وأعيدت ليبيا إلى عصر التخلف والإنحطاط، بعد أن كانت يوم تسلّمها من البلدان السائرة في طريق النمو والديمقراطية.فقد كانت ليبيا - وبالرغم من قلة...
لقد عانى الليبيون في عصر القوافي، التجويع والتهميش والتجهيل والإقصاء، والمرض، إضافة إلى الحصار "الخارجي والداخلي" والإضطهاد والقتل، وأعيدت ليبيا إلى عصر التخلف والإنحطاط، بعد أن كانت يوم تسلّمها من البلدان السائرة في طريق النمو والديمقراطية. فقد كانت ليبيا - وبالرغم من قلة الإمكانيات، وقبل الطفرة النفطية التي شهدتها حقبة السبعينيات، وفي أعقاب الحظر النفطي الذي فرضه العرب أثناء حرب العبور عام 1973- تشهد نهضة عمرانية واسعة وعلى كل المستويات في تشييد المساكن العادية والشعبية لذوي الدخل المحدود، وبناء المدارس في كل أرجاء البلاد.
ولم يدرك الليبيون حجم الكارثة التي حلت بليبيا عام 1969، تلك السنة التي وقع فيها الإنقلاب المشؤوم الذي أتى بهذا الطاغية، ليلغي النظام الدستوري الذي كان سائداً في البلاد، ويبدله بالحكم الفردي الإستبدادي الشمولي، ليتفرد بحكم ليبيا قرابة 42 سنة، حكمها بالحديد والنار.
هذا الكتاب هو شهادة من المؤلف، يقدم من خلالها تأملات ومحاولات لفهم حقيقة ما جرى في ليبيا خلال أربعة عقود من الزمن.
وهذه المساهمة، هي عبارة عن إستذكار وإستحضار لبعض التجارب الشخصية مع النظام السابق، ولبعض النماذج من الأحداث التي وقعت خلال حكمه "مجرد عيّنات وشواهد" ما زالت عالقة في الأذهان، علها تساعد في فهم طبيعة هذا النظام "طريقة حكمه وإدارته للبلد وتحكّمه في مصائر العباد ومواردها".
أراد المؤلف إستحضارها كشهادة على عصر يحمد الله كثيراً أنه قد ولّى، لكي يستخلص منها الليبيون العديد من الدروس والعبر ولكي يتابعوا بناء وطنهم نحو التنمية والحرية وبناء الدولة الحديثة تحقيقاً لرخاء، وتقدم المجتمع الليبي بكل أفراده.