يكشف هذا الكتاب عن مرحلة مغيّبة في تاريخ الشعر العربي، بل عن أولى مراحل التجديد الشعري، إذ تبدلت القصيدة في مستوياتها البنائية المختلفة، إبتداءً من ستينيات القرن التاسع عشر، ودخلت في مدار جديد، غير "عمود" الشعر العربي القديم، ما اجتمع في تسمية "الشعر العصري"، في بيروت وحلب...
يكشف هذا الكتاب عن مرحلة مغيّبة في تاريخ الشعر العربي، بل عن أولى مراحل التجديد الشعري، إذ تبدلت القصيدة في مستوياتها البنائية المختلفة، إبتداءً من ستينيات القرن التاسع عشر، ودخلت في مدار جديد، غير "عمود" الشعر العربي القديم، ما اجتمع في تسمية "الشعر العصري"، في بيروت وحلب ودمشق والقاهرة وبغداد وتونس وغيرها. هذا الكشف الدراسي يعيد النظر في التاريخ الشعري، والثقافي، بما فيه التاريخ الحضاري لــ"عصر النهضة"، منطلقاً من مراجعة خطاب "الحداثة" نفسه، ومتوصلاً إلى تعيين أسمائها ومعانيها الأولى في عالم العربية، كما يُسلّط الضوء على شعراء وتجارب نقلت الشعر من القصيدة إلى الكتاب الشعري، ومن البلاط والمجالس إلى القارئ، ومن السلطان إلى "الوطن"، ومن الأنواع والأغراض الشعرية إلى موضوعات و"مواقف" متفاعلة مع الزمن الجاري: زمن التمدن.
وهي كشوفات مختلفة، توسلت المقاربات التاريخية والإجتماعية، كما أخضعت القصيدة العصرية لقراءة نقدية تناولت مبانيها العروضية والنحوية والمضمونية، بما أظهر بالتالي قواعد نشأتها، وأسس التجديد اللاحق في شعر القرن العشرين.