شارك هذا الكتاب
جزيرة الثراء
الكاتب: موسى يعقوب
(0.00)
الوصف
"في مجموعة القرى اليائسة إقتصادياً وإجتماعياً وإدارياً حكومياً الكائنة بالقرب من حدود مدينة مزدهرة جزئياً تكاثرت كلاب القرويين، انضمت كلاب أهل ضواحي المدينة الميناء، ذلك ما جعل ثمن الكلب الماديّ والمعنوي يهبط إلى الحضيض.أدّى ذلك الوضع إلى تدنيّ مستوى الإهتمام والخدمات...
"في مجموعة القرى اليائسة إقتصادياً وإجتماعياً وإدارياً حكومياً الكائنة بالقرب من حدود مدينة مزدهرة جزئياً تكاثرت كلاب القرويين، انضمت كلاب أهل ضواحي المدينة الميناء، ذلك ما جعل ثمن الكلب الماديّ والمعنوي يهبط إلى الحضيض.
أدّى ذلك الوضع إلى تدنيّ مستوى الإهتمام والخدمات التي تخصّ الكلاب بشكل عام، هذا إلى جانب تدنّي مستوى الإحترام العام من عامة البشر تجاه الكلاب، وخاصة مالكي الكلاب منهم، زادت وتيرة نبرات اليأس والتمدد وعقدة، بل جنون الإضطهاد والإنتقام لدى قطعان الكلاب، أصبحت الكلاب في جلّها تفضل الهرب والضلال والضياع على البقاء في ظروف جوع وإزدراء وإرهاب، ظروف وإجراءات صعبة تُمارس عليها من جانب كلّ من حولها، ومن كافة المستويات الإجتماعية والتعليمية والفكرية...

في الماضي كانت لأجداد كلاب المنطقة أمجاد لا يستهان بها، بتلك الكلاب تغنى الشعراء ومجّد الكتاب المرهفون الكلاب وخاصية حفظها للإنسان عهده وودّه... لكن تلك الأمجاد لدى الكلاب خبت وعفا عنها الزمن؛ أصبحت الكلاب أقل من سلعة تباع وتشترى... أعمال منظمة قاسية كهذه وكثيرة من أخرى جعلت الكلاب تتجمع وتتشاور فيما بينها ذلك لتحقيق أسلم الطرق وأقربها للنجاة من تعسف أهل القرى... أكثر الأفكار رواجاً عند الكلاب المنبوذة للتخلص من وضعها المزري هي الهرب... على مرآى بعيد من الريف الملاصق لساحل البحر هنالك تبدو جزيرة خضراء مالية... بات في المشهد الطبيعي... كلاب هاربة.

تشكل الكلاب الهاربة هذه طيفاً واسعاً من مختلف الأعمار، والأجناس، والأشكال، والألوان، والأمجاد السابقة، وعراقة الأنساب... في خضم ذلك الشقاء الجديد والمستفجل برز إلى حيّز الوجود المميز في مجتمع الكلاب الضائعة أحد الكلاب القوية... من على قمة صخرة على سطح تلّة صغيرة نادى "خوخو الزعيم" رفاق دربه بأعلى صوته نابحاً: "عادو عاوا عاوي" وتعني بلغة البشر أن يا أيتها الكلاب الضالة "توحدي تحت رايتي"... بعبارة أخرى... أن يا أيتها الكلاب من كافة الأجناس والأحجام والصفات ما عليك إلا القدوم إلى "منطقة محررة" أو "جمهورية جديدة" يقودها الكلب الزعيم "خوخو"... توجهت الكلاب الضائعة إلى ما يمكن أن يطلق عليها ساحة الحرية والوحدة...

ألقى الكلب الزعيم المتمرد خوخو كلمة في عموم الكلاب الضالة المحتشدة حوله جاء فيها، بل اقتبس منها: (عاو عاو حاو حاو هاء خاو...) من الممكن ترجمة الخطاب الأول للكلب الزعيم خوخو ببعض التصرف إلى: (يا أيها الرفاق والرفيقات، والأخوة والإخوان... من أمة الكلاب الضائعة، لقد ولى زمن القهر والعبودية، والإنتظار الطويل للحصول على كسرة يابسة من رغيف خبز، أو عظم تبقى من وليمة في أسرة عند البشر، باتت الأفاق مفتوحة أما منا على كلّ الإحتمالات نحن معشر الكلاب وفي كافة المجالات من تغذية وراحة...

المهم يا رفاق ورفيقات أن تسيروا تحت رايتي التي توصلنا نحو المجد المفقود في إجتماع حاشد بين عناصر وقادة ممثلي فئات الكلاب الضائعة وضع إقتراح نوعي، يقضي الإقتراح بإقامة كيان سياسي مستقل للكلاب قائمة والضائعة خاصة، أطلق على ذلك الكيان السياسي اسم "جمهورية عاو عاو الكلبوقراطية" أو "كلبو قراطية عاو عاو"، "كلبوقراطية"، لأن نظام الحكم فيها يعتمد على حرية إختيار الكلاب بإمتياز...

يسترسل القارئ، ويمضي مع خيال الكاتب في تتبع أحوال هذه الجمهورية الديموقراطية الناشئة التي لم يجود الزمان بمثلها، وداخله تساءل: هل يمكن، ولو في الخيال، أن يصنع الحيوان تلك الجمهورية الديموقراطية التي عجز عن صنعها الإنسان؟... يتابع القارئ مبتسماً تارة، ومحتجاً، تارة أخرى... فكل التفاصيل والمواصفات التي تجري على الكلاب وسائر مواطني هذه الجمهورية هي محصورة في الإنسان العاقل... فقد غدا للكلاب جمهورية ورئيس الجمهورية... ورئيس وزارة... ووزراء لكل الحقائب... حتى حقيبة وزير دولة.

لم يضن الكاتب على هذه الجمهورية الديموقراطية أن يخلع عليها كل الصفات والممارسات وأساليب الحياة... إلى درجة جعلها تأخذ موقعها في مصاف الدول المتقدمة التي تستعمل كل الأساليب المتطورة على جميع المستويات والأصعدة... حتى الإعلامية، حيث استطاعت إحداث نقلة نوعية في إستعمال الإنترنت والفضائيات كما غدت تلك الدولة التي تتمتع بجميع الرفاهيات إلى أبعد الحدود... ولكن وماذا بعد؟ كيف يمكن قراءة فصول هذه الرواية وأبعادها؟!: المجال مفتوح أمام القارئ علّه يجري بعض الإسقاطات لتتوضح له الصورة، ليصل إلى قناعة بأن الكاتب كان بارعاً في تلك الصورة الرمزية التي أراد من وراءها الكشف عن الحال السيء الذي وصل إليه الإنسان؟!...
التفاصيل

 

سنة النشر: 2011
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 479
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين