"كُتبت مادة هذا الكتاب قبل أزيد من عشر سنوات وصدر الأخير في حجم صغير. وما منح المؤلف نفسه وقتاً أطول للتوسع في الموضوع أكثر قبل دفعه إلى النشر، إذ ما كان يسعه – في ذلك الحين – أن ينتزع مثل هذا الوقت للتوسع في مادة الكتاب؛ كما إنه لم يجد سبباً وجيهاً يبرر له إبقاء ما كتبه معلّق المصير على ما لم يكتبه بعد؛ ثم إن الجانب الذي تناوله من العولمة (الثقافي والإعلاميّ والقيمّ) على قدرٍ من الأهمية كبيرٍ، ناهيك بأن ما كُتب في شأنه، لحظتئذٍ، قليل جداً؛ الأمر الذي شجع المؤلف على نشره بحجمه الصغير. ولقد حاول – في هذه الطبعة الثانية من الكتاب – أن يتوسع قليلاً في مادته، فأضاف فصول تعادل في الحجم نصف الكتاب".
يذكر الدكتور عبد الإله بلقزيز "لستُ هنا في معرض بيان أهميته الإشكالية التي تناولتُها في الكتاب: جدلية العولمة والمقاومة في ميدانيْ الثقافة والقيم، فأحسبُ أن إدراك تلك الأهمية بات في جملة مسلّمات وعي قسم متزايد من النخبة الثقافية العربية في السنوات الأخيرة. غير أني أجدُني في حاجة إلى التشديد اليوم على أن التفكير في هذا الوجه الثقافي من العولمة لم يعد ممكناً – على نحوٍ صحيح – من طريق عزله عن وجوهها الأخرى (الاقتصادية، السياسية، التقانية، العسكرية ...؛ ذلك أن العولمة لا تفتأ تشتغل كمنظومة كلية مترابطة الوجوه والمستويات؛ فلا سبيل إلى وعيها، إذن، إلا بتحليل يلحظ وجوهها كافة".