يسعى هذا الكتاب إلى الكشف عن الآليّات المعرفية التي تحكم الخطاب الأشعري في عصره الكلاسيكي، إذ أنه بالدرجة الأولى يساهم في دراسة الثقافة العربية الإسلامية في دائرة الفكر السنّي، في العصر الوسيط الإسلامي وفي زمان مرجعي معلوم. كما يسعى إلى التعرف على التراث العربي الإسلامي...
يسعى هذا الكتاب إلى الكشف عن الآليّات المعرفية التي تحكم الخطاب الأشعري في عصره الكلاسيكي، إذ أنه بالدرجة الأولى يساهم في دراسة الثقافة العربية الإسلامية في دائرة الفكر السنّي، في العصر الوسيط الإسلامي وفي زمان مرجعي معلوم. كما يسعى إلى التعرف على التراث العربي الإسلامي من خلال جوانب الغنى والقوة أولاً، وجوانب الضعف والقصور ثانياً. إن هذا الكتاب، وبحكم المنهج الذي التزمه المؤلف فيه، لا يتوخّى التقويم وإصدار الأحكام ولا يسعى إلى المفاضلة بين رأي وآخر أو الانتصار لمذهب على آخر، وإنما يجتنب هذه الوجهة اجتناباً كلياً عن طريق سلوك سبيل المواكبة بالرصد والتسجيل وتدوين ما يلزم من الملاحظات في ذلك، بهدف عدم تجاوز هدف محدد ودقيق: وهو الوقوف، في خطاب الأشاعرة، عند الثابت والقارّ، والوقوع على الكلِّي والمشترك في أقوالهم، مما يشكّل عماد ذلك الخطاب ودعامته. وحيث يبدو أن تعيين سبيل هذا المنهج يحتاج إلى مزيد بيان وخطته تستدعي مزيد توضيح، يبادر المؤلف فيشرح، بعض الشرح، ما يقصده في هذا القول بمعاني: العصر الكلاسيكي، ومغزاه، والفكر السُنّي، ثم الخطاب وكيف تحليله. فإذا حصلت هذه الغاية كان لموضوع الكتاب، وغائيته في الوقت نفسه، أن يظهرا في صورتهما الدقيقة.