ليست الهند مُجرَّد أرض شاسعة، وإنّما هي بلادُ العجائب، ومَعلمُ طريق لحضارةٍ ترقى إلى آلاف السنين، ومَنارَةٌ ظلَّت الشعوب تهتدي بها في مَسيرتها نحو التقدّم.إنّ حضارة مليارات البشر الذين اتَّخذوا من الهند وطناً لهم منَحَها هُويّةً خاصّة وطابعاً مميّزاً، فالهند على الرّغم...
ليست الهند مُجرَّد أرض شاسعة، وإنّما هي بلادُ العجائب، ومَعلمُ طريق لحضارةٍ ترقى إلى آلاف السنين، ومَنارَةٌ ظلَّت الشعوب تهتدي بها في مَسيرتها نحو التقدّم. إنّ حضارة مليارات البشر الذين اتَّخذوا من الهند وطناً لهم منَحَها هُويّةً خاصّة وطابعاً مميّزاً، فالهند على الرّغم من تقدّمها وتطوّرها، ما زالت على طبيعتها، ومن مظاهر هذه الطبيعة الخالدة ما تُشاهِده في أَودِيَة كشمير المُتَوَّجَة بالثلوج وفي أشجار التَّخيل على سواحل جنوب البلاد وفي رمال صحراء راجستهان، ونُحسُّ بها في عروق العُمَّال المُجاهِدين وفي عيون المُهَندسين الذين يَبنون الطُرُق والجُسورَ والأبنية الشامخة.
ولا يُخفى على أحدٍ ما تتمتَّع به الهندُ من مكانةٍ تاريخيّةٍ وحضاريّة وثقافيّة مُتميِّزة بين شعوب العالم كافة، فهي مهدّ لعددٍ من الديانات القديمة التي نشأت وترَعرَعَت في أحضانها أمثال الهندوسيّة والبوذيّة والجينيّة والسيخيَّة، كما أنّ كلاًّ من المسيحيّة والإسلام وجد فيها أرضاً خصبّة.
يُنقِّب هذا الكتاب في أوراق التاريخ القديم للهند، ويُقدِّم إلى القارئ العربي معلوماتٍ قيّمةً وفريدةً عن تاريخها وثقافتها وفنونها الجميلة منذ عصر ما قبل التاريخ وحتّى القرن العشرين الميلاديّ.