أصبح مصطلح "العَولَمة" بصيغتّيْه الإنكليزية globalisation والفرنسية mondialisation منذ حوالي عشرين سنة من العناصر الرئيسية في المُعجم الإقتصاديّ والسياسيّ، وفي مفردات العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، إلاّ أنّ استخدام هاتّين المفردتّين لا يخلو في معظم الأحيان من الغموض.وما نسعى إلى...
أصبح مصطلح "العَولَمة" بصيغتّيْه الإنكليزية globalisation والفرنسية mondialisation منذ حوالي عشرين سنة من العناصر الرئيسية في المُعجم الإقتصاديّ والسياسيّ، وفي مفردات العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة، إلاّ أنّ استخدام هاتّين المفردتّين لا يخلو في معظم الأحيان من الغموض. وما نسعى إلى وصفه هنا وتحليله هو هذه العمليّة المتمثّلة بعّولمة التخصّصات المختلفة في العلوم الإجتماعيّة، إذ كيف يُمكن لهذه التخصّصات أن تدرس العَولَمة في كلّ أبعدها وفي كلّ مفاعيلها، إذا لم تُحسن في الوقت ذاته التفكير بعَولمتها هي بالذات.
من هنا، فإنّ كتاب "التحوّل العولَميّ في العلوم الإجتماعيّة" في فصوله العشرين التي ألّفها اختصاصيّون في عِلم الإجتماع والأنثروبولوجيا والسياسة، ومؤرّخون وجغرافيّون، فرنسيّون وأجانب، من بين الأكثر شهرة في مجال تخصّصهم، يسعى لأن يكون إسهاماً يُساعِد في فهم أفضل للظواهر التي نقرنها عادةً بــ "العَولَمة"، ويسهم في الوقت ذاته في درْس التحوّلات التخصّصيّة التي ظهرت إثر بروز مفهوم "العَولَميّ".