الكونغو، الصومال، نيجيريا، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطى، سورية، العراق، إسرائيل - فلسطين، أوكرانيا... انتهت الحرب الباردة، ولكن من دون أن تسفر عن عالم يعمه السلام، وسرعان ما اندلعت، بعد عقدين من نهايتها عشرات النزاعات المسلحة التي أدمت الكرة الأرضية؛ ولئن كانت هذه الحروب...
الكونغو، الصومال، نيجيريا، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطى، سورية، العراق، إسرائيل - فلسطين، أوكرانيا... انتهت الحرب الباردة، ولكن من دون أن تسفر عن عالم يعمه السلام، وسرعان ما اندلعت، بعد عقدين من نهايتها عشرات النزاعات المسلحة التي أدمت الكرة الأرضية؛ ولئن كانت هذه الحروب قد تجددت في بعض أنحاء من أوروبّا، فإن غالبيتها تدور اليوم في بلدان الجنوب. كما أن طبيعة هذه الحروب قد تغيّرت بصورة جذريّة، فإن قلّة منها يمكن وصفها بأنّها حروب تتواجه فيها دول، أمّا البقيّة الباقية فقوامها مواجهة بين دولة غالباً ما تكون قيد التفككّ والإنحلال، وإنتفاضة أو مجموعة إنتفاضات عليها، بهدف الإمساك بزمام السلطة والسيطرة على الأرض وعلى الموارد الطبيعية.
ولا شك في أن الإنقسامات الإثنية والدينية لا تزال تغذّي هذه النزاعات الجديدة غير أنها تتأصّل بصورة أساسية في النتائج الناجمة عن العولمة التي تضاعف من غنى الأغنياء وتزيد الفقراء فقراً، وإنّ الحروب التي يشهدها القرن الحادي والعشرون، وإن اندرجت في إطار المنافسات الجارية بين القوى العظمى القديمة منها والجديدة، فهي في معظم الحالات ناجمة عن التفكك المؤسسي والإجتماعي.
وكتاب أوضاع العالم هذا، الذي هو أشبه ما يكون بــ "رواية للوقائع والأخبار الدولية"، يكشف قيماً وراء آنيَّة الأحداث وطابعها المباشر عن الإتجاهات الكبرى للتغيرات الجارية في المعمورة كلها.