من ضمن سلسلة الكتب التي تشرف "مؤسسة الفكر العربي" على ترجمتها في إطار مشروع "حضارة واحدة" يأتي كتاب "أوضاع التربية وشروطها" الصادر بالفرنسية في العام 2008.يشخص هذا الكتاب أوضاع التربية والتعليم، فيعتبر أنّ الشروط التي تسمح بقيام عمليّة التربية والتعليم هي اليوم موضع مساءلة...
من ضمن سلسلة الكتب التي تشرف "مؤسسة الفكر العربي" على ترجمتها في إطار مشروع "حضارة واحدة" يأتي كتاب "أوضاع التربية وشروطها" الصادر بالفرنسية في العام 2008.
يشخص هذا الكتاب أوضاع التربية والتعليم، فيعتبر أنّ الشروط التي تسمح بقيام عمليّة التربية والتعليم هي اليوم موضع مساءلة ومراجعة من جرّاء التطوّر الذي أصاب مجتمعاتنا، فقد تزعزعت جملةٌ من المعطيات التي كانت تبدو بديهية والتي كانت تشكّل الأساس والعماد في العملية التربوية والتعليمية، حتى أن تلك المعطيات تكاد تندثر وتتلاشى.
وليست المسألة هنا مسألة أسف وترحُّمٍ على ماضٍ مضى وانقضى ولا سبيل للعودة إليه، ولا حتى هناك مَن يتمنّى العودة إليه أصلاً، بل إنّ المسألة كلّها هي في إيضاح المفاعيل التي أحدثتها في مجتمعاتنا جملةٌ من التحوّلات العميقة، وتبيان التحدّيات التي تطرحها الإستجابة لهذه التحوّلات على عملية التربية والتعليم.
على هذا الصعيد بالضبط يمكن لنا أن ندرك الصعوبات والعقبات التي تواجه تلك العملية، وأن نعي حجم مهمّة إعادة التأسيس الملقاة على عاتقنا وأبعادها.
يدور التحليل الذي يُفضي إلى هذا التشخيص في أربعة ميادين: علاقة المدرسة بالأسرة، معنى المعارف التي تقدّمها المدارس، السلطة التي تحتاجها المدرسة، وموقع المدرسة ومكانتها في المجتمع.