ما يميّز هذا الكتاب، وهو الخامس في سلسلة كتب "معارف" التي تصدرها شهرياً مؤسّسة الفكر العربي، أنه مؤلّفٌ علميّ محض بأسلوب سلس ومبسّط، يتناول النانوتكنولوجي، هذا العلم ما بعد الصناعي، والذي لا يزال في بدايات إنفجاره تقريباً، ويحتلّ موضع إهتمام الدوائر العلمية المتقدّمة في...
ما يميّز هذا الكتاب، وهو الخامس في سلسلة كتب "معارف" التي تصدرها شهرياً مؤسّسة الفكر العربي، أنه مؤلّفٌ علميّ محض بأسلوب سلس ومبسّط، يتناول النانوتكنولوجي، هذا العلم ما بعد الصناعي، والذي لا يزال في بدايات إنفجاره تقريباً، ويحتلّ موضع إهتمام الدوائر العلمية المتقدّمة في العالم أجمع، نظراً لما يُؤمّل من تورثه في نقل البشرية، إلى زمن آخر، وفضاء آخر، بكلّ المقاييس الإنقلابية على مستوى، مثلاً، إنتاج الطاقة وتحويلها، وتطوير الصناعات الإلكترونية الصديقة للبيئة، وعلوم سبر الفضاء وإكتشافاته، وإنتاج خلايا شمسية متجدّدة، ووقود هيدروجيني، فضلاً عن تحقيق خدمات جُلّى غير مسبوقة في ميادين الطُّب، والصناعات الدوائية، ووسائل العلاجات الأكيدة للأمراض الخبيثة والمستعصية، كالقضاء على الخلايا السرطانية، وإعادة حتى البصر للإنسان، ومدّه بخلايا ذهنية من جنس الدماغ والكبد، لتجديدهما... بنيةً وعملاً، علاوة على إستحداث آلات دقيقة غير منظورة، مهمتها حمل الأوكسيجين والمغذيات والفضلات لتحلّ محلّ الدّم، خلال عمل الدورة الدموية، وبالتالي الإستغناء عن عمل القلب. ويمكن من خلال تقنية النانوتكنولوجي كذلك إحداث ثورة كبرى في عالم الزراعة، وإستصلاح الأراضي... إلخ.
وبإختصار يُعرّف محمود برّي مؤلّف كتاب "النانوتكنولوجي: وعود كبيرة، مخاطرة كبيرة" هذه التقنيّة الناتوية بالقول "إنها تطبيق علميّ يتولّى إنتاج الأشياء عبر تجميعها من مكوّناتها الأساسية الصغرى مثل الذّرّة والجُزيئات، وبالتالي فهذا علم يهتم بدراسة المادة ومعالجتها على المقياس الذّرّي والجُزيئي، ويعمل على إبتكار تقنيات ووسائل جديدة، تُقاس أبعادها بالنانومتر، الذي هو جُزءٌ من الألف من المايكرومتر، أيّ جزء من المليون من الميلليمتر".
من هنا جاء كتاب "النانوتكنولوجي: وعود كبيرة، مخاطر كبيرة" الذي يظلّ في كلّ الأحوال، كتاباً أوّلياً في أبجديات هذا العلم المستقبلي المدهش، والذي يأخذ بلُبّ كبار علماء هذا العصر وساسته وفلاسفته، نظراً لما فيه من مفاجآت ونقلات نوعية قاطعة وجبّارة في حياة البشر وواقعهم المحيطيّ الحيويّ.