-
/ عربي / USD
في هذا الكتاب الذي نشر في العام 1983 طرح فايْن عدداً من المسائل، منطلقاً من يقينه التام بأن أي معتقدات أو مسلّمات هي في الواقع قابلة لأكثر من تأويل، نافياً أن يكون النقل أو الفهم الحرفي طريقةً مثلى لاحتواء المعرفة، معللاً ذلك بتعددية المعاني والدلالات والرموز التي من الممكن أن تشكل منعطفاً غير متوقع في العقل البشري الواعي.عندما ألّف "بول فايْن" هذا الكتاب منذ ما يزيد عن 30 عاماً توقع استهجان القارئ لما جاء فيه من أطروحات، لعلّ أبرزها بأن لاوجود لحقيقي ولا باطل، معلّلاً رأيه بطبيعة الإنسان في الاستخدام المزدوج لكلمتي "الحق" و "الباطل" مشيراً إلى أن الحقيقة هي الاسم الذي نطلقه على خياراتنا التي لا نتراجع عنها، فإن تراجعنا عنها قلنا بأنها باطلة.وفي ما يتعلق بالفكرة الأساسية لكتاب "هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم؟" فقد تعمّد الكاتب وضع هذا السؤال أمام القارئ ليرسم علامات استفهامٍ على واحدة من أهم الحضارات الإنسانية، بمقاربة فلسفية قارع فيها الحجةَ بالحجة، فتوغل في أعماق الفكر الإغريقي وخرج بتحليلاتٍ مثيرة للاهتمام، وبمفارقاتٍ التقطها من مشاهد وأقاويل جاءت على لسان قاماتٍ إغريقيةٍ فذّة، ويمكن أن نستشفّ نزعة التشكيك في ما أسماه الكاتب مزاعم الإغريق حين اختار مصطلح "لعبة الإغريق المتجددة" للدلالة على الكاذب الذي يكذب ويقول "أنا أكذب" فيكون قد نطق بالحق! وفي هذا السياق يلحظ القارئ اهتمام الكاتب "بول فاين" بالمصادر والمراجع التي استند إليها، حيث يقول "إن المؤرخ القديم لا يذكر مصادره، وإن فعَل فنادراً، وعلى غير انتظام"، إلى أن يقول "لأنه يريد أن يحظى بالتصديق بمعزلٍ عن أي دليل". كما نراه في موضعٍ آخر يقول "إن المؤرخ القديم لا يذكر مرجعياته لأنه يشعر أنه هو نفسه مرجعية بالقوة"، ومن تلك الاقتباسات نلحظ انشغال الكاتب بمبدأ التسليم، ورفضه الضمني لأي نصوص أو معتقدات توجب التصديق اللا مشروط. بالإضافة إلى ما ذُكر يدعو كتاب "هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم؟" القرّاء إلى التأمل التاريخي، والتفاني في إيجاد الإجابة على مختلف التساؤلات التي قد تواجهنا في الحياة، بشكلٍ أو بآخر، مهما كان التاريخ الذي ننتمي إليه
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد