إن عنوان هذا الكتاب "الحركة الشعرية في ليبيا في العصر الحديث "يدل على أن البحث يندرج في إطار الشعر العربي بعامة، والليبي بخاصة ويركز على ليبيا بحدودها الجغرافية الحالية، على اعتبار أنها حلقة وصل بين الشرق الوطن العربي وغربه، وإن اختيار دراسة الحركة الشعرية في ليبيا خلال...
إن عنوان هذا الكتاب "الحركة الشعرية في ليبيا في العصر الحديث "يدل على أن البحث يندرج في إطار الشعر العربي بعامة، والليبي بخاصة ويركز على ليبيا بحدودها الجغرافية الحالية، على اعتبار أنها حلقة وصل بين الشرق الوطن العربي وغربه، وإن اختيار دراسة الحركة الشعرية في ليبيا خلال العصر الحديث كموضوع لهذا الكتاب يهدف بالأساس إلى رصد خصائص التجربة والتعريف بعناصرها ومقوماتها، ولا يعني هذا فصل الحركة عن الشعر العربي عامة، ذلك أن البحث قد اعتبر هذه التجربة جزءاً لا يتجزأ منه. وقد قاده هذا الاختيار إلى التعريف بأهم أحداث العصر الحديث كمرحلة هامة في تاريخ ليبيا وما عرفه من تيارات أدبية وفكرية واكبت المرحلة وعبرت عنها، وبذلك تشكل المدخل من سرد تاريخي تحليلي للأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية في ليبيا، إبان الخضوع للضغط الاستعمارى وما واكب ذلك من مقاومة الشخصيات.
وقد خلص في الباب الأول إلى رصد أهم تقاسيم المشهد الشعري منذ بداياته الأولى، فشكلت بدايات الشعر الليبي الفصل الأول من هذا الباب، حيث كانت الحياة الأدبية في لليبيا مزدهرة بانتشار الثقافة العربية الإسلامية الوافدة من شبه الجزيرة العربية بفضل الفاتحين الأوائل، فكثر الأدباء والشعراء، وتعددت المواهب وانعقدت مجالس العلم والعلماء مما نتج عنه تلاقي حضاري تولد عنه إشعاع ثقافي وأدبي كانت طرابلس مركزه.
أما الفصل الثاني فقد خصصه لتناول العوامل المؤثرة في الشعر الليبي ولخصها في خمس نقاط هي: الكتاتيب والمساجد وملفات الدروس، والرحلات العلمية والصلات الثقافية، وإعلان الدستور العثماني، والطباعة والصحافة، والغزو الإيطالي. وفي الباب الثاني رصد المسارات المختلفة والاتجاهات المتباينة التي برزت على ساحة المشهد الشعري في ليبيا، وكيف تفاعلت هذه الاتجاهات مع مراحلها بالقدر نفسه الذي انفتحت فيه على محيطها الخاص غير غافلة عن تجارب محيطها العربي والعالمي.
وفي الباب الثالث فتحدث عن تجربة الشعر الديني، وتجربة الشعر السياسي، وتجربة الشعر الاجتماعين وتجربة الشعر الذاتي. وتناول في الباب الرابع الأشكال حيث خصص الفصل الأولى منه لمقاربة اللغة والألفاظ، وخصص الفصل الثاني لمقاربة الأوزان والقوافي، أما الفصل الثالث فقد خصصه لمقاربة المحسنات البلاغية، أما الباب الخامس من الكتاب فقد خصصه للتعريف بأعلام الشعر الليبي الحديث حيث عرف بالمغمورين منهم، كما حاول استيفاء معلومات إضافية عن المعروفين والمشهورين، وذلك حتى يجعل من هذا العمل مرجعاً لكل من أراد لإطلاع والتعرف على هؤلاء الأعلام، وقد سهل ترتيبهم على حروف المعجم حتى ييسر الاستفادة من هذا الباب.