يمثل كتاب "الحجاج في البلاغة المعاصرة، بحث في بلاغة النقد المعاص" دراسة في حقول معرفية متنوعة، فهو يجمع علوماً إنسانية عدة إلى جانب النقد، منها اللسانيات والبلاغة والتأويل والأسلوبية ونظرية القراءة والتلقي. فبعد التطورات المتلاحقة للدرسين البلاغي واللساني وما رافق ذلك من...
يمثل كتاب "الحجاج في البلاغة المعاصرة، بحث في بلاغة النقد المعاص" دراسة في حقول معرفية متنوعة، فهو يجمع علوماً إنسانية عدة إلى جانب النقد، منها اللسانيات والبلاغة والتأويل والأسلوبية ونظرية القراءة والتلقي. فبعد التطورات المتلاحقة للدرسين البلاغي واللساني وما رافق ذلك من مظاهر للتداخل المعرفي والاقتراض بين الحقول العلمية، لم يعد الحجاج مفهوماً بلاغياً بحتاً بل أضحى حاضرأً بتقنياته وآلياته في معظم الخطابات الإنسانية المعاصرة. الجديد في الحجاج ليس أهميته، بل آليات توظيفه وتقنيات إجرائه، تلك الآليات والتقنيات هي ما تحاول هذه الدراسة لفت النظر إليها، وتحديداً في الحقل الفلسفي النقدي ومدى استفادة وإفادة النقد العربي المعاصر من هذا التيار بعد مرور أكثر من نصف قرن على بداية الاهتمام به.
والكتاب يمثل حاجة ويسد نقصاً في المكتبة العربية نظراً لندرة الدراسات التي تتناول مبحث الحجاج. ففي ثنايا هذه الدراسة أرضية واسعة تحاول أن تمهد الطريق لاستيعاب مفهوم الحجاج قديماً وحديثا، ولم شتات تاريخ العناية به ماضياً وحاضراً أيضاً. فمن أفلاطون وأرسطو حتى بيرلمان وما يير، وبينهما أعلام آخرون ينتمون إلى كدارس مختلفة، وباحثون عرب عرفوا بالحجاج، سعى الكاتب إلى استجلاء مكونات الحجاج وأبنيته وبلاغته وعلاقاته بطيف واسع من حقول المعرفة. إنه كتاب جدير بالقراءة.