يتضمن هذا الكتاب دراسة سانكرونية في شرح الشعر عند العرب من الأصول إلى القرن الرابع عشر هجرياً أو العشرين ميلادياً. وإذا "كان تراثناً الأدبي القديم أغلبه شعراً، فطبيعي أن ينصرف الاهتمام إلى شرح الشعر.."من خلال نموذجين، أحدهما يتعلق بالشرح الأدبي العام وهو ذو صبغة تعليمية...
يتضمن هذا الكتاب دراسة سانكرونية في شرح الشعر عند العرب من الأصول إلى القرن الرابع عشر هجرياً أو العشرين ميلادياً. وإذا "كان تراثناً الأدبي القديم أغلبه شعراً، فطبيعي أن ينصرف الاهتمام إلى شرح الشعر.."
من خلال نموذجين، أحدهما يتعلق بالشرح الأدبي العام وهو ذو صبغة تعليمية بيداغوجية، أما الآخر ويتعلق بشرح الشعر تحديداً وهو ذو صبغة أكاديمية، حصل الكاتب على "وعي بنيوي"، بما تعنيه البنيوية من مجموعة المحاولات التي يتم بواسطتها تحليل الركام الوثائقي، بما فيها التحليل الأدبي الذي هو "جزء من هذا الميدان المتخصص في الوثائق"، وبالتالي فإن ما يهدف إليه الكتاب، هو إجراء دراسة مميزة لهذه "الوثائق التي نسميها آثاراً أدبية". "فمن معضلات التطبيق إلى الهموم النظرية المرتبطة بالنقد المعاصر" من خلال مختلف النماذج الممكنة، كانت هذه "الرحلة من النص وإليه كشفاً واكتشافاً".
"كيف شرح العرب أدبهم؟ وما هي أطرهم المرجعية في ذلك؟ وهل ظل الشرح لديهم أسير النقد؟ وهل تشكلت لديهم مناهج في التعامل مع الأدب؟ للرد على هذه الأسئلة، اعتمد المؤلف على منهجه الخاص الذي يتلخص في دراسة تشكّل المصطلح، أي ضبطه ومدارسته والعودة إلى زمنه التاريخي، وفي الشرح ضمن فضاء الرواية ويتضمن منهج الشرح عند أبي عبيدة والآخذين عنه، وعلاقة الرواة بشرح الشعر، ثم ينتقل إلى الشرح في فضاء النقد، ويبحث في حيّز التأسيس وحيّز الاكتمال وحيّز الاستصفاء، ومن ثم إلى الشرح في فضاء الإحياء والتحديث. ومما لا شك فيه أن كل الشّراح تعاملوا بشكل متفاوت مع النص الشعري تعاملا ثلاثي الأبعاد: البعد اللغوي الذي يبحث في اللغة المستعملة، والبعد المعنوي الذي يفّسر المعنى، والبعد الفني أي التركيز على جمالية النص البلاغية.
دراسة مسؤولة وجدية في هذا الكتاب الذي يغوص في منهجية وأهمية شرح النص عند العرب "فحضارتهم أنبنت من أساسها على "النص" تقبلاً لمضمونه الجديد وانبهاراً ببنائه العجيب، فكانوا منذ القدم على وعي بمعضلة تفسيره وإشكالية تأويله.."، وهم اليوم يجدون أن "لا مناص من البحث عن هويتهم الإبداعية والنقدية في أعمال الأوائل، ومن بينها شروح الشعر بوسائل تنتسب إلى الحداثة.."، لا عن طريق إخراج القديم بزي جديد، بل بعملية فهم واستيعاب لجوهر القديم، على ضوء الحديث.