نقدم للقارئ العربي ترجمة كتاب جَانْ كُوهِنْ Jean Cohen، الكلام السّامي، المنشور سنة 1979، وهو الكتاب الذي يُتمّم به مشروعه الذي دشّنه بكتابه الأول بِنْيَةُ اللغةِ الشعريّة، المنشور سنة 1966، والذي نشرنا (محمد العمري ومحمد المولي) ترجمته، سنة 1986.كتاب الكلام السّامي تقويم للكتاب...
نقدم للقارئ العربي ترجمة كتاب جَانْ كُوهِنْ Jean Cohen، الكلام السّامي، المنشور سنة 1979، وهو الكتاب الذي يُتمّم به مشروعه الذي دشّنه بكتابه الأول بِنْيَةُ اللغةِ الشعريّة، المنشور سنة 1966، والذي نشرنا (محمد العمري ومحمد المولي) ترجمته، سنة 1986. كتاب الكلام السّامي تقويم للكتاب الأول وإستئناف رحلة الشعريّة في إتجاه فهم أدق وأنسب للخطاب الشعري، وبه استكمل جَانْ كُوهِنْ مساره العلمي، إنه لم يؤلّف غيرهما في مجال الشعريّة؛ أما المقالات التي نشرها فهي في الغالب تطوير جزئي لأُطروحته الأساسيّة في الكتابَيْن، أو هي فصول عمد إلى نشرها قبل أن تستوي في فصول الكلام السّامي.
وفي كل الأحوال، فإن أهم عناصر ومكوِّنات مشروع جَانْ كُوهِنْ تجد أصولها في علمَيْ الشعريّة والبلاغة، فلنُشر إلى بعض هذه المقوِّمات التي انصرف طوال حياته إلى دراستها، وكان في ذلك يتزوّد من مخازن ومستودعات الشعريّة والبلاغة القديمتَيْن: الإستعارة، والتشبيه والنعت والوصول والفصل والتقديم والتأخير والجناس والقافية والأصوات المحاكية والأوزان والإيقاع والمعاظلة والسخرية والمبالغة المفارقة والطباق إلخ.
إلاّ أن جَانْ كُوهِنْ تناول هذه المواد وأعمل فيها النظر إنطلاقاً من المعارف والعلوم والمناهج المعاصرة، ولقد أهَّلته هذه المعارف لكي يسلّط على كل هذه المقوِّمات أضواءً جديدةً ما عهدناها عند المتقدِّمين، كما أسعَفَتْهُ هذه المعارف على وضع اليد على بعض الصور الشعريّة التي لم يُعرْها القدماء عنايةً تُذكر.