منذ نشر هذا الكتاب وهو يتصدّر كل بيبلوغرافيا رصينة تتناول نظرية التأويل والصراع التأويلي، وهو لا يكتفي بأقل من إثارة سؤال الحقيقة الأزلي. يصف البروفسور بول آرمسترونغ دافعه لكتابته أنه الرغبة في مقاومة "تعطيل سؤال الحقيقة". يبدأ الكتاب من مشكلة لماذا تختلف المدارس التأويلية...
منذ نشر هذا الكتاب وهو يتصدّر كل بيبلوغرافيا رصينة تتناول نظرية التأويل والصراع التأويلي، وهو لا يكتفي بأقل من إثارة سؤال الحقيقة الأزلي. يصف البروفسور بول آرمسترونغ دافعه لكتابته أنه الرغبة في مقاومة "تعطيل سؤال الحقيقة". يبدأ الكتاب من مشكلة لماذا تختلف المدارس التأويلية المتنوعة كالظاهراتية والماركسية والبنيوية والتحليل النفسي في فهمها الأعمال الأدبية، وهل من منفذ خارج تطرّفَي النزعة المطلقة الأحادية والنزعة النسبية المنفلتة؟ وغايته الأولى هي الوصف وإعمال العقل، منطلقاً من أن "النقد الأدبي مشروع عقلاني". بعد التصدّي لمشكلة صراع التأويلات وحدود التعددية، يستلهم الكتاب الدائرة الهرمينيوطيقية ليبلور مفهوم "تبعية الاختلاف"، ويرسي المعايير لاختبار صحة الادعاءات المتباينة. ثم تتسع دائرة اهتمامه لتشمل مفهوم الحقيقة في الثقافتين العلمية والأدبية، والطاقات الابتكارية للاستعارة، والعلاقة بين التاريخ والإبستيمولوجيا، وآليات بقاء الأعمال الأدبية وتناقلها عبر الأجيال، لينتهي إلى سؤال القوة/المعرفة والبواطن السياسية لعملية التأويل. وبالرغم من اعتماد المؤلف المنطلقات الظاهراتية منهجاً فإن كتابه لا يدعو إلى أية نظرية بعينها؛ إنه محاولة متميّزة في وصف المشهد النظري والتطبيقي في يومنا هذا وصفاً يجمع العمق والوضوح ويوفر للقارئ خارطة يستهدي بها في تعامله مع غزارة الحقل وتكاثره.