الرواية عندما ترجع إلى التاريخ فإنها تلتقط منه هذه العبرة لتعيد إنتاجها بشكل آخر ربما يلفت النظر إليها أكثر من الأول، وكذا لأنه نوع من التشبيه الحدثي يسمح بالإلماع إلى المقصود دون ذكره صراحةً في ما يشبه عملية لتهريب الكلام وتسريب الهجاء من الماضي إلى الحاضر.وبطبيعة الحال،...
الرواية عندما ترجع إلى التاريخ فإنها تلتقط منه هذه العبرة لتعيد إنتاجها بشكل آخر ربما يلفت النظر إليها أكثر من الأول، وكذا لأنه نوع من التشبيه الحدثي يسمح بالإلماع إلى المقصود دون ذكره صراحةً في ما يشبه عملية لتهريب الكلام وتسريب الهجاء من الماضي إلى الحاضر.
وبطبيعة الحال، لا يمكن اعتبار ما تنجزه الرواية أسلوباً سامّاً للنيل من الحاضر بقدْر ما هو انسجام طبيعي مع وظيفة الأدب الحقيقية، متمثّلةً ليس فقط في تطهير الأفراد عبر ترقية مشاعرهم مثلما ينصّ أرسطو في شِعريّته، بل وتطهير المجتمعات وتبصيرها بمنزلقات خطيرة جعلت مجتمعات سابقة تهوي فيما أسبابها القائمة في كل واقع تقود إلى نفس النتائج أي إلى الهويّ والتردّي.
ولمّا كانت الحكايات التي تستقطبها الرواية التاريخية سبق للتاريخ أن قدّمها وسبق للمناصات التاريخية أن سطّرت أهمية الاعتبار بنتائجها، إلا أن معاودتها تفيد أن التكرار مقصود بذاته، لأنّه ينجز دور واصل بين الزمنين الماضي والحاضر. وحتى من الناحية البلاغية، فالتكرار الموضوعي يفيد التأكيد الوظيفي من قبيل ترسيخ المعنى أكثر.
فما هي المعاني الأساسية التي حاولت النصوص الكثيرة التي قمنا بمقاربتها ترسيخها في هذا الكتاب؟