لم يكن مألوفاً أن يتناول الباحث اللساني موضوع الإعراب مطيّةً لإرسال تقديرات استشرافية تتصل بمصير اللغة المدروسة، أو مَرْقاة لصياغة موقف يخصّ السياسات اللغوية التي تنتهجها سلطة القرار في المجتمع العربي.وإذ نُخرج الكتاب فإننا نلفت الإنتباه أن النضج الذي أدركته اللسانيات...
لم يكن مألوفاً أن يتناول الباحث اللساني موضوع الإعراب مطيّةً لإرسال تقديرات استشرافية تتصل بمصير اللغة المدروسة، أو مَرْقاة لصياغة موقف يخصّ السياسات اللغوية التي تنتهجها سلطة القرار في المجتمع العربي.
وإذ نُخرج الكتاب فإننا نلفت الإنتباه أن النضج الذي أدركته اللسانيات يُعدّ كسباً معرفياً شاملاً ليست ثقافة مّا بأولى به من سائر الثقافات الإنسانية، ولكن أبرز سمات هذا النضج أن تتضاءل الحواجز التي كانت بين البحث النحوي في مفهومه الفيلولوجي والبحث اللغوي الحديث كما سنّته اللسانيات بمختلف تياراتها، بل قد يبدو ذاك التصنيف الثنائي الآن من إرث مرحلة مضت وفقدت وجاهتها المعرفية.