يتناول هذا الكتاب الأسس النظرية والمنهجية التي تقوم عليها اللسانيات البنيوية بدءاً بتحديد المتن اللغوي وإنتهاءً بتحليل الجملة إلى مكوِّناتها المباشرة.ويقدّم أيضاً أبرز الإتجاهات اللسانية البنيوية، متمثلةً في مدرسة جنيف وحلقة براغ والغلوسيماتية ومارتينيه ويتحدث أيضاً...
يتناول هذا الكتاب الأسس النظرية والمنهجية التي تقوم عليها اللسانيات البنيوية بدءاً بتحديد المتن اللغوي وإنتهاءً بتحليل الجملة إلى مكوِّناتها المباشرة. ويقدّم أيضاً أبرز الإتجاهات اللسانية البنيوية، متمثلةً في مدرسة جنيف وحلقة براغ والغلوسيماتية ومارتينيه ويتحدث أيضاً عن اللسانيات الأميركية ورائديها الكبيرين سابير وبلومفيلد بشكل مستفيض يمكِّنه تقديم علم نافع لكلّ مهتم باللسانيات البنيوية.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، يحرص الكتاب على إطلاع القارئ العربي على التطوّرات الأخيرة بشأن بعض اللسانيين المؤسِّسين أمثال سوسير حيث تمّ تقديم لمحة موجزة عن النقاش الذي يثيره فكر الرجل في الساحة اللسانية في أوروبا ولا سيما في فرنسا وسويسرا، وهو النقاش الذي لا يُعثر له على أثر في الثقافة اللسانية العربية الحديثة.
ويستعرض الكتاب بصورة شاملة ملامح التعدد النظري والمنهجي في اللسانيات البنيوية Linguistique Structurale أو ما يعرف أيضاً باللسانيات الوصفية Linguistique Descriptive دون إغفال الملامح المشتركة بين مختلف التصوّرات والإتجاهات، وهي ملامح قد تكون بارزة في هذا الإتجاه، وقد لا تكون كذلك في إتجاه آخراً.
كما أنّ الكتاب قد تتبْع بدقة ما عرفته اللسانيات من تطوّرات كبرى في أسسها التصورية بالقياس للمقاربات المسابقة عليها، وما حصل من إنتقال معرفي من نموذج لساني إلى آخر أو من إطار نظري ومنهجي محدّد إلى آخر، مع ما يصاحب ذلك من إستمرار أو إنقطاع إبستيمولوجي يتيح الوقوف على حقيقة تطور المبادئ الكبرى في اللسانيات والنفوذ إلى عمق تماثل أسسها النظرية والمنهجية بين مختلف المدارس اللسانية البنيوية أو إختلافها.