"فكلما اتسعت حضارة الأمة، وكثرت حاجاتها ومرافق حياتها، ورقي تفكيرها، وتهذيب إتجاهاتها النفسية، نهضت لغتها" بهذا المقتبس يمكن الذهاب إلى وجود علاقة طردية بين التقدم الإقتصادي والإجتماعي والعلمي من جهة، والتحسن في مستوى تدريس اللغة العربية الفصيحة وإتقانها وتقدم البحث...
"فكلما اتسعت حضارة الأمة، وكثرت حاجاتها ومرافق حياتها، ورقي تفكيرها، وتهذيب إتجاهاتها النفسية، نهضت لغتها" بهذا المقتبس يمكن الذهاب إلى وجود علاقة طردية بين التقدم الإقتصادي والإجتماعي والعلمي من جهة، والتحسن في مستوى تدريس اللغة العربية الفصيحة وإتقانها وتقدم البحث فيها من جهة إخرى، وهو ما فعله الدكتور محمد محمد يونس علي في كتابه الموسوم بـ (قضايا في اللغة واللسانيات وتحليل الخطاب) والذي وضع فيه خلاصة مجموع أبحاث علمية في مجال اللسانيات الحديثة، تتنوع بين المستوى الصرفي والنحوي والدلالي وتحليل الخطاب. وقد بدأ الكتاب ببحث يندرج في اللسانيات الإجتماعية عن أزمة اللغة ومشكلة التخلف في العالم العربي ناقش فيها المظاهر التي يعانيها العقل الجماعي العربي وانعكاساتها السلبية على واقع العربية تدريساً وبحثاً وتخطيطاً. أما البحث الثاني في الكتاب فتناول "الإحالة واثرها في دلالة النص وتماسكه" بوصفها ظاهرة تجسد أهم العلاقات التي تربط العناصر اللغوية بعضها ببعض، وتعمل على تماسكه، في محاولة لإثبات أن نظرية هاليداي ورقية حسن في الإحالة "غير كافية ولا ضرورية في كل الأحوال لحصول التماسك ..." فبرأي المؤلف "قد يتحقق التماسك أحياناً بالربط بين أجزاء النص من خلال المناسبة السياقية ...". وفي البحث الثالث تعرّض المؤلف لموضوع يعالج مشكلة الخلط بين المورفيم والكلمة في اللغة العربية، كما تطرق إلى نزوع بعض الباحثين في اللسانيات العامة إلى التقليل من أهمية الكلمة في التحليل اللغوي، والإعتناء – بدلاً من ذلك – بالمُصرّف بوصفه الوحدة الصغرى للتحليل القواعدي الدلالي ... أما في البحث الرابع فخصص الحديث عن مسألة تأويل الأعداد والمصاعب التي تكتنفها في التأويل. ويأتي البحث الأخير في (تفريق شهاب الدين القرافي (ت 684ه – 1285م) بين الدلالة باللفظ ودلالة اللفظ، وهو دراسة نقدية لسانية براغماتية لنموذج من المنهج الدلالي الأصولي بغية الإسهام في تأسيس علم للتخاطب الإسلامي في تراث العربية على غرار ما يُعرف في الدراسات اللسانية الغربية بـ "البراغماتية" ، الذي يدرس اللغة في إطارها السياقي الإستعمالي ...