يختار الدكتور عبد الرحيم جيران لكتابه عنوان "علبة السرد – النظرية السردية: من التقليد إلى التأسيس" ليتضمن في بنيته الهدف من هذا المشروع، والذي يتعدى فعل الإنتاج النظري في حقل مخصوص إلى الحرص على حضور الذات في العصر، والتعبير عن نفسها من داخل مُتاح صيرورته. فالهاجس الذي كان...
يختار الدكتور عبد الرحيم جيران لكتابه عنوان "علبة السرد – النظرية السردية: من التقليد إلى التأسيس" ليتضمن في بنيته الهدف من هذا المشروع، والذي يتعدى فعل الإنتاج النظري في حقل مخصوص إلى الحرص على حضور الذات في العصر، والتعبير عن نفسها من داخل مُتاح صيرورته. فالهاجس الذي كان يشغل الكاتب، خلال بناء هذا المشروع النظري كما يورد في المقدمة كان ماثلاً في القطع مع وضع مُلتبس ترتهن فيه الذات العربية إلى محاكاة الآخر من دون مُحاورته، وكأنه في منحى من الباطل، أو إلى تكليم الخصوصية على نحو مغلوط، أقل ما يمكن نعته به هو المباهاة التي تتخذ هيئة احتماء يغلب عليه ردُّ فعل نفساني، أكثر مما هو ردُّ فعل عقلاني محسوب بكل الدقّة التي تطلبها (...). إنطلاقاً من هذا الهاجس المعرفي المتجدد يضع عبد الرحيم جيران إشكالية التي يدور حولها محتوى هذا الكتاب في مجموعة من الأسئلة الناشئة من جهة عن علاقة الذات المعرفية بموضوعها الأساس (السرد)، ومن جهة أخرى عن الموضوع في حد ذاته بوصفه وجوداً وماهية ... .
يكتسب الكتاب أهمية من خلال النقد الذي يوجهه إلى الظريات السردية الكبرى والمعروفة في مجال الدراسة الأدبية الغربية، ومراجعة المؤلف للأسس التي قامت عليها. هذا فضلاً عن توليد المفاهيم، وتوظيفها في اتساق وانسجام تامين، وإقامة هيكل مفتوح له طابع الإستراتيجية في تحليل النص السردي، وضبط مفاصله ومستوياته.