يعد مارسيل موسّ أحد أكبر رواد النياسة (الأثنولوجيا) الفرنسيين. كان ذا تأثير عميق في العلوم الإجتماعية والإنسانية بما خلّفه من إرث فكري بالغ الثراء في علم الإجتماع الديني وفق اللغة (الفيلولوجيا) وتاريخ الأديان.وكتابه هذا، هو جزء من أطروحة غير مكتملة حول الصلاة، إنه كتاب ذو...

يعد مارسيل موسّ أحد أكبر رواد النياسة (الأثنولوجيا) الفرنسيين. كان ذا تأثير عميق في العلوم الإجتماعية والإنسانية بما خلّفه من إرث فكري بالغ الثراء في علم الإجتماع الديني وفق اللغة (الفيلولوجيا) وتاريخ الأديان.
وكتابه هذا، هو جزء من أطروحة غير مكتملة حول الصلاة، إنه كتاب ذو طموح كبير، إذ طرح مؤلفه على نفسه ملء الفراغ الذي تركته التوصيفات العالمية، ولكن "المتشظية والمتفرقة والعرضية" عند علماء اللغة وتاريخ الأديان بخصوص مسألة الصلاة، والقطع مع التصورات الروحانية والذاتية اللاهوتية أو الفلسفية، بهدف تأسيس نظرية موضوعية للصلاة متوافقة مع الرؤية الإناسية عند المدرسة الفرنسية في علم الإجتماع.
ولهذا الغرض، اقتضى هذا الطموح أن يبني موس حججه على بعض المُسلّمات التي تنخرط ضمن سجل "التقاليد العلمية" الموروثة عن الفلسفة الوضعية الكانطية الجديدة، وهي التي لا تختلف عن تلك التي كانت مقبولة عند المؤرخين وعلماء اللغة في بداية القرن الماضي. فقد صرح موسّ بأن هدفه كان وصف "مبادىء وقوانين "ظاهرة" يمكن أن تتخذ أشكالاً عديدة دون أن يطال طبيعتها أيّ تغيّر".
إنه الطموح إلى اكتشاف نموذج بدئي دون الخروج عن مبدأ احترام القواعد المنهجية. ولذلك قام موسّ بتحليل ظاهرة الصلاة من خلال إعادة موضعتها ضمن سياقها الطقوسي والعملي، مع محاولة تنميطها استناداً إلى نماذج دقيقة تجمع بين النماذج التولدية (أجناس / أنواع) والنماذج التكوّنية (الأشكال المبكرة ، البدائية والبسيطة / الأشكال اللاحقة، المتطورة والمعقدة)، وهي في جميع معانيها استعارة المؤلف لها من مجال العلوم البيولوجية، وعلى الأخص، من مذهب التطور الدارويني ...