تناول هذا البحث المِهاد التاريخي والنظري لمبحث الحِجاج، ذلك المِهاد الذي ما انفكت الدراسات الغربية الحديثة تستنطقه، وتعيد النظر فيه، كلما جدّ جديد في مجال البدائل المنهاجية. إنه حفْرٌ في تُربة البلاغة قبل أرسطو وأفلاطون، ثم عرضٌ مفصّل لتصورهما.خصَّص الباحثُ القسم الأول...
تناول هذا البحث المِهاد التاريخي والنظري لمبحث الحِجاج، ذلك المِهاد الذي ما انفكت الدراسات الغربية الحديثة تستنطقه، وتعيد النظر فيه، كلما جدّ جديد في مجال البدائل المنهاجية. إنه حفْرٌ في تُربة البلاغة قبل أرسطو وأفلاطون، ثم عرضٌ مفصّل لتصورهما. خصَّص الباحثُ القسم الأول من أطروحته لبلاغة الحِجاج قبل أرسطو، في حين تناول في القسم الثاني التصور الأرسطي الذي يُعتبر صياغة نقدية خاصة لجهود من سبقه. وقد اعتمد في معالجته مناقشة الآراء المختلفة في الموضوع وترجيح ما يراه راجحاً منها. أتاح له هذا التوجه الحواري، خاصة في القسم الأول، إعادة النظر في مجموعة من المسلّمات المتداولة في المجال العربي حول محاضن نشأة هذه البلاغة وتطورها. في حين غُلِّب التعريف والعرض والتصنيف على القسم الثاني، وذلك تبعاً لاختلاف طبيعة الفصلين.
ونظراً للاهتمام الذي يُوليه الباحثون العرب في الوقت الراهن لنظرية الحِجاج، فإن هذا العمل كفيل بأن يساهم في سد ثغرة في هذا المجال ظلت تنتظر من يعمق النظر فيها…
وبهذا التوجه المتراوح بين الوصف والمقارنة والنقد تلافى الباحث كل مجازفة إنشائية يمكن أن تقدح في حصيلة عمله، بل أرى أن هذا العمل سيلقى القبول والإقبال من الباحثين والطلبة. خاصة وقد كُتب بلغة دقيقة رائقة بعيدة عن شوائب الترجمة.