لَعلَّ من نافِلَةِ الحديثِ أن يُقالَ إنَّهُ لا مَطمَعَ لَنا في قاعدَةٍ عِلمِيَّةٍ لِسانيَّةٍ رَصينَةٍ ما لَم نَتَوَفَّرْ في المَقام الأَوَّلِ على تَرجَمات لأُمّاتِ الأصولِ اللِسانيَّة الغَربيَّة، ومن بَعدِ ذلكَ على مُمارَسَةٍ نَقديَّة مَسؤُولَةٍ تتناوَلُ...
لَعلَّ من نافِلَةِ الحديثِ أن يُقالَ إنَّهُ لا مَطمَعَ لَنا في قاعدَةٍ عِلمِيَّةٍ لِسانيَّةٍ رَصينَةٍ ما لَم نَتَوَفَّرْ في المَقام الأَوَّلِ على تَرجَمات لأُمّاتِ الأصولِ اللِسانيَّة الغَربيَّة، ومن بَعدِ ذلكَ على مُمارَسَةٍ نَقديَّة مَسؤُولَةٍ تتناوَلُ بَالمُفاتَشَةِ والمُثاقَفَةِ أَهَمَّ ما يُنجَزُ مِن أعمال في دائرةِ اللسانيّاتِ الغَرْبيَّةِ مِمّا قَد تُرْجِمَ إلى العربيَّةِ. ويأتي الجهدُ المبذولُ في كِتابِ (مَعْنَى المَعْنَى) لأوغدِن ورِتشاردز في هذَيْنِ السيِّاقَيْنِ؛ إذ سَبَقَ أَنْ أُنجِزَت تَرجَمةٌ لِلكتاِ يُعتَقَدُ أَنَّها ستَسُدُّ ثغرةً في بِناءِ الثَّقافَةِ اللسانيَّة العربيَّة، وها هيَ ذي مُحاوَلَةُ إِتمامِ المُهِمَّةِ بِإعدادِ دِراسةٍ نَقديَّةٍ تَستَجلي غَوامِضَ الكِتابِ وتتفحَّصُ خَباياهُ وتَسبِرُ أغوارَهُ.