يقدم هذا الكتاب موضوعاً غير مسبوق في الثقافة العربية الحديثة عن فردينان دو سوسير: كيف أصبحت قراءة سوسير مشكلة حقيقية ولا سيما في ظل الدينامية التي عرفتْها حركة نشر نصوصه الجديدة وإستمرار الإحالة على نص "دروس في اللسانيات العامة" الذي نشره بالي وزميله سنة 1916.وإذا كان الحديث...
يقدم هذا الكتاب موضوعاً غير مسبوق في الثقافة العربية الحديثة عن فردينان دو سوسير: كيف أصبحت قراءة سوسير مشكلة حقيقية ولا سيما في ظل الدينامية التي عرفتْها حركة نشر نصوصه الجديدة وإستمرار الإحالة على نص "دروس في اللسانيات العامة" الذي نشره بالي وزميله سنة 1916. وإذا كان الحديث عن سوسير آخر يبدو أكثر غنًى تصوّرياً ومنهجياً، فإن القراءات المعاصرة عملت يوماً بعد آخر، من حيث تدري أو لا تدري، على أنْ تُقدم لنا سوسير مُلغزاً ومُقلقاً؛ فكيف نستطيع القبض تصوّرياً على لسانيات لم يَرسُم صاحبها ملامحها ولم يصُغْها صياغة مكتملة ونهائية؟ مَن سوسير الآخَر؟ مَن سوسير الحقيقي أو سوسير الأصيل؟ أين يتجلّى فكره الأصيل؟ أهو سوسير عالم النحو المقارن المتألّق في المذكّرة، أم هو سوسير الباحث في الجناس التصحيفيّ، أم هو سوسير البارع في تحليل الحكاية الخرافيّة والأساطير الجرمانيّة، ام هو أخيراً سوسير اللسانيّات؟ لكنْ أي لسانيّات نقصد؟ أهي لسانيات دروس، أم هي لسانيات المصادر الأصول للدروس التي نُشرَت حديثاً، أم هي اللسانيّات الواردة في نص "الماهية المزدوجة للغة" وسائر المقطوعات المنشورة حديثاً؟...