إن المقاربة المهمّة التي يهدفُ إليها هذا الكتاب هي محُاولةُ الوقوف على الأنظمة المعرفيّةِ في العقل التأويليّ الغربيّ، عَبْر إجراءِ ربط بين نظريّة المعرفة ونظريّةِ التأويل الغربيّة "الهيرمينوطيقا".ويحاول أن يدرسَ كل نظام معرفي إنطلاقاً من نظريّةِ المعرفةِ التي يقوم عليها...
إن المقاربة المهمّة التي يهدفُ إليها هذا الكتاب هي محُاولةُ الوقوف على الأنظمة المعرفيّةِ في العقل التأويليّ الغربيّ، عَبْر إجراءِ ربط بين نظريّة المعرفة ونظريّةِ التأويل الغربيّة "الهيرمينوطيقا".
ويحاول أن يدرسَ كل نظام معرفي إنطلاقاً من نظريّةِ المعرفةِ التي يقوم عليها مع أهمِّ اللحظاتِ التي تُؤسّس مبادئه ومقولاته، ومن ثمّ يرصد مظاهره في نظريات التأويل، بما يُقيم النظام المعرفي، وبهذا يفتحُ حقلاً من الدِّراسة الإبستيمولوجيّة في النظريّة النقديّة الغربيّة يقفُ فيها على بيان المُؤثّرات المُضمرة والأبنية المعرفيّة الكليّة التي تُحرَكُ العقل التأويلي الغربيّ ورُؤاه في عالمِ النَّصِّ، وتُسهم في صياغةِ تصوّراته عن عالمِنا من منظورٍ أكثر عُمقاً.
ومن هُنا استوى العنوان العقل التأويلي الغربيّ: مقاربات في أنظمته المعرفية ومساراته، ومع كوني أميل إلى ان النتاج المعرفي الإنساني لا يعرف الجنسيّة، لأنه يمثل ثمرة النشاط العقلي للذات الإنسانية المُفكّرة عُموماً، فإني اخترت الصيغة الغربيّة للعقل التأويليّ لأنها أكثرُ إستيعاباً ومُناسبة لأن تكون موضوعاً في بحث الأنظمة المعرفيّة.
إن هذا الكتاب في النهاية يُقدمُ قراءةً في "أنظمة العقل التأويليّ الغربيّ المعرفيّة" سعيتُ فيه لبيانِ تلك الأنظمة ومساراتها، وأثرها في صياغةِ تصورات هذا العقل عن العالم والوقائع والنُّصوص، فوقفتُ على مشاريع تأويليّةٍ ونقديّةٍ وموسوعات لإثباتِ رأي أو دفعٍ آخر، وآمل أن يكون ثمرةً نافعةً في حقلِ البحثِ الإنسانيّ.