إن هذا الكتاب، الجاهز والناجز بالصورة التي يبدو عليها، هو كتاب يمكن تشبيهه بعملية ظلت مستمرة حتى بعد خروجه للناس في المرة الأولى (1960). فغادامير ظل سنين طويلة، في كتابة كتابه العمدة هذا، يتأنى في بلورة فكره، ويتأنى في إعلامه. وبعد أن أعلنه ظل يعمل، ويواصل العمل، على هذا...
إن هذا الكتاب، الجاهز والناجز بالصورة التي يبدو عليها، هو كتاب يمكن تشبيهه بعملية ظلت مستمرة حتى بعد خروجه للناس في المرة الأولى (1960). فغادامير ظل سنين طويلة، في كتابة كتابه العمدة هذا، يتأنى في بلورة فكره، ويتأنى في إعلامه. وبعد أن أعلنه ظل يعمل، ويواصل العمل، على هذا الكتاب... في أكثر من مناسبة، كان غاداميرا يزيد صقل كتابه مكملاً، وملحقاً وشارحاً، ومستدركاً، ويوضح ما غمض، ويفصل حيث أجمل، ويزيد على الكتاب ما عن له من جديد، ويضيف إليه مساجلات جديدة: فجزء من آلية كتابة غادامير هو الخوض في مساجلات باتت تحمل اسمه طرفاً مهماً في تاريخ الفكر المعاصر، وفيلسوفاً عملاقاً في زمننا الذي صارت فيه جذوة الفلسفة آخذة بالخبو.