شارك هذا الكتاب
طرق هيدغر
(0.00)
الوصف
كتاب "طرق هيدغر" شهادة إنسانية وفكرية يدونها فيلسوف كبير عن فيلسوف كبير. وهذه الشهادة لا ترمي فقط إلى الاعتراف بالجميل، أو إلى قول حقيقة (أو الحقيقة)، أو تسديد دين ربما وفاه غادامير، إنما هي أيضاً وثيقة تاريخية فلسفية تحاول أن تكشف عن الطريق، أو الطرق، التي انبثق فيها،...

كتاب "طرق هيدغر" شهادة إنسانية وفكرية يدونها فيلسوف كبير عن فيلسوف كبير. وهذه الشهادة لا ترمي فقط إلى الاعتراف بالجميل، أو إلى قول حقيقة (أو الحقيقة)، أو تسديد دين ربما وفاه غادامير، إنما هي أيضاً وثيقة تاريخية فلسفية تحاول أن تكشف عن الطريق، أو الطرق، التي انبثق فيها، وسار على امتدادها، فكر فيلسوف. ففي المقالات التي يتضمنها هذا الكتاب، وقد كتب بعضها في مناسبات محددة، يرسم غادامير الخطوط العامة للخلفية التاريخية والاجتماعية والفكرية، التي ولد فيها فكر هيدغر، وترعرع، وشب. فهنا نكاد نلمس بأيدينا تلك "الشرائط التاريخية والاجتماعية" التي تعمل، مع شرائط تكوينية أخرى، على بلورة وصياغة فكر. وبنثر مشحون بأسى (أسى الفكر والحياة)، يفك غاداميرا عقد انبرام الفكري والتاريخي والاجتماعي في سنوات شهدت تحطم الحياة والعقل، ليكشف كيف تبلورت المفاهيم والتصورات التي دشن بعضها هيدغر، وأعاد قراءة وتأويل بعضها الآخر.
يبدو هذا الكتاب قريباً، نوعاً ما، من كتابة السيرة، ولكنها سيرة فريدة. فجميع المقالات تبدأ بتفصيل هيدغر الإنسان، ثم تنزلق بعد ذلك في معالجة فكرية. هذا الانزلاق أضفى سمة لن تخطئها العين على كتابة غادامير. فهذه الكتابة لا تكف عن المجيء والذهاب بين لغة نثرية وصفية حميمية تفصل وجود هيدغر الإنسان: مظهره، حضوره الشخصي، طريقة إلقائه محاضراته، نبرة صوته، بيئته الأكاديمية وبيئة حياته، صلته بفكره، ونظرات عينيه، بين ذلك كله ولغة فلسفية تأويلية عميقة (لا تخلو من الحميمية طبعاً) تفصل نوع الوجود الذي يكافح من أجله فكر هيدغر. وغادامير يقدم ذلك كلاً واحداً حتى يشعرك أن شيئاً ما يجمع بين هذين الوجودين، ولكن أيضاً بين هذين الوجودين ووجوده هو وستستوي جلسة القارئ على وفق اهتزاز نوابض حركة المجيء والذهاب هذه!

نلمس في هذا الكتاب حنيناً إنسانياً للحظات حية شهدها غادامير بنفسه، وعاش توثباتها، وامتداداتها الإنسانية والفكرية. فهو يوحي في العديد من عباراته كيف كان حضور شخص هيدغر نفسه يضفي على قوله الفلسفي أبعاداً، يقول عنها غادامير إنه لا يسع المرء إدراكها إلا إذا كان قد خبرها مباشرة. وهذا في الحقيقة أكثر من كونه حنيناً، فثمة شيء أخر يزاد إليه. فالعلاقة التي جمعت بينهما، كما تظهرها هذه المقالات، كانت حواراً عميقاً داخل مشهد تاريخ الفلسفة برمته، مشهد يتبين من خلاله كيف تنمو الفكرة وتتبلور، وكيف تؤتي ثمارها على نحو ما كان غادامير يشاهده عقلياً وحسياً إن جاز التعبير.

وغالباً ما يضع غادامير نفسه جزءاً من المشهد، وشاهداً، عليه، وهذه ميزة هذا الكتاب، يشده إلى ذلك تجلية الخطوات الجريئة التي خطاها هيدغر على أرضية التعليم الفلسفي الأكاديمي في ألمانيا، وعلى أرضية تاريخ الفلسفة بعامة، وكذلك تجلية، بأسى!، المآل الذي آلت إليه هذه الخطوات المغامرة في عالمنا التقني المعاصر.

ويمكن أن نستنطق شهادة غادامير بوصفها تأسياً، إن جاز التعبير، لـ"نسيان هيدغر"، أو لنقل نسيان للروح الفلسفية التي كان هيدغر وغادامير يريدان إشاعتها. يكتب غادامير في المقالة المعنونة هيدغر في عيد ميلاده الخامس والثمانين: "واليوم تفكر الأغلبية على نحو مختلف. فهم لم يعودوا يريدون المضي قدماً، بل هم بالأحرى يريدون أن يعرفوا سلفاً إلى أين هم ماضون، أو أنهم من دعاة الرأي القائل إن على المرء أن تكون لديه فكرة جيدة عن المكان الذي يقصده. وجل اهتمامهم بهيدغر ينصب على تصنيفه، كأن يصنفونه بأنه جزء من أزمة الرأسمالية الأخيرة. فيرونه فاراً من الزمان إلى الوجود، أو إلى نزعة حدسية لاعقلانية، متنكراً للمنطق الحديث.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789959292643
سنة النشر: 2007
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 400
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

نافد الطبعة

المصدر:

Lebanon

تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين