يتتبع هذا الكتاب مسار الفلسفة لأن مسارها هو الطريق الأطول والأقسى والأعمق والأبقى الذي سارت عليه الإنسانية في محاولتها للخروج من براءة بدائية إلى رحاب الحرية المستنيرة دوماً بالمعرفة. ومسار الفلسفة يرسم المغامرة الفريدة الرائعة للإنسان عبر الثقافات والقارات والشعوب التي...
يتتبع هذا الكتاب مسار الفلسفة لأن مسارها هو الطريق الأطول والأقسى والأعمق والأبقى الذي سارت عليه الإنسانية في محاولتها للخروج من براءة بدائية إلى رحاب الحرية المستنيرة دوماً بالمعرفة. ومسار الفلسفة يرسم المغامرة الفريدة الرائعة للإنسان عبر الثقافات والقارات والشعوب التي كان لها شرف الترحاب بهذا العلم الفريد وإطلاق الحرية الكاملة له، وهذا ما مَكَّنه من طرح الأسئلة الكبرى التي تشغل الإنسان في وجوده وعلمه وتطلعه الدائم إلى الأفق الأبعد. وكثيراً ما اصطدم هذا المسار بالخائفين من الجديد فكان صراع لم يخلُ من الاضطهاد والعنف.
وعلاقة العرب بالفلسفة علاقة مميزة جداً ولعلها أغرب ما كان في التاريخ، فهم حين فتحوا لها أبواب قصورهم كانوا سادة العلم والتاريخ، وحين بدأت تبتعد عن ديارهم أخذ الغموض يلفُّ كل تاريخهم.
غير أن التاريخ حركة مستمرة مِلْك من عرف عصره وسار في محوره؛ والفلسفة، رغم المطالبة المتكررة بتوقّفها وإنهاء دورها، خرجت دوماً بحُلّة متجدّدة، لأنها تحمل شوق الإنسانية إلى العدل والسّلم والحرية.
أضافت هذه الطبعة من كتاب الفلسفة في مسارها العديد من الصفحات الجديدة إلى تلك التي كانت مُكَرَّسة لنيتشه ودريدا وريكور ، كما أنها أفردت فصلاً كاملاً جديداً تناول سيغموند فرويد إذ لم يعد من الجائز تجاهل مساهمته في المجال الفكري المحض والأثر الذي تركه في كل الثقافة العالمية.