هل هذا أندر كتاب حيادي عن الفكر العراقي المضمخ بالإيديولوجيا القاتلة؟ كيف كتبه علي حاكم صالح؟ وهو الذي قرأ هذا الفكر ولمسه، وجنى كلنا الثمرتين؛ ثمرة القراءة وثمرة اللمس، تتميّز تحليلات الكاتب بأن منهجيتها الصارمة لا تعفي خيط المتعة، متعة الكتاب والمعرفة المجتثاة. على...
هل هذا أندر كتاب حيادي عن الفكر العراقي المضمخ بالإيديولوجيا القاتلة؟ كيف كتبه علي حاكم صالح؟ وهو الذي قرأ هذا الفكر ولمسه، وجنى كلنا الثمرتين؛ ثمرة القراءة وثمرة اللمس، تتميّز تحليلات الكاتب بأن منهجيتها الصارمة لا تعفي خيط المتعة، متعة الكتاب والمعرفة المجتثاة. على مستوى أوسع، يصف الكتاب بتفصيل مفيد خارطة الفكر العراقي في تجلياته القومية والماركسية والإسلامية، لكن الكتاب يوفر، بحسب قراءتي، فضاء يتسع ويمتد ليشمل ما لو يتناوله الكتاب؛ أعني بذلك مال العراق فكراً وواقعاً. وذلك أكبر إنجاز للكتاب في ظني، فهو يفتح العين على ماضي الفكر القريب في العراق، ويشخصها على حاضرها من غير أن يقول كلمة واحدة عن هذا الحاضر. ولك أيها القارىء أن تتخيل زجاجة تتمرأى، مرة لتريك ماضيك - المعضل، وأخرى تشف لتريك حاضرك - المعضل من جراء الإعضال الأول.