تفاجئنا دور النشر الأجنبية-بلغتها المختلفة-بسيل من أدبيات العولمة في كل الأطر السياسية-الاقتصادية-والاجتماعية والثقافية. كما تتفاوت بنية هذا الخطاب-بين مبارك وممجد لها وساخط عليها وكلاهما يفتقر إلى الموضوعية.لكن الملفت هنا أن الكتاب والباحثين العرب-مازالوا في موقع...
تفاجئنا دور النشر الأجنبية-بلغتها المختلفة-بسيل من أدبيات العولمة في كل الأطر السياسية-الاقتصادية-والاجتماعية والثقافية. كما تتفاوت بنية هذا الخطاب-بين مبارك وممجد لها وساخط عليها وكلاهما يفتقر إلى الموضوعية.
لكن الملفت هنا أن الكتاب والباحثين العرب-مازالوا في موقع المستقبل لهذه الخطابات-لا في موقع المرسل وكأن هذا المفهوم عصي عن التفكير.
إن ما تريده العولمة الأمريكية الآن-هو مسخ وطمس كل الثقافات البديلة، ولا وجود طبعاً في المنطق الأمريكي المعاصر-لهوية ثقافية نقية تتثاقف مع غيرها من الثقافات الأخرى-ولا حضارة من الحضارات الأخرى.
إلا أن تسييس الثقافة والحضارة والعلم-كما تم في الاقتصاد أيضاً في مجالات أخرى كثيرة، من أجل اقتلاع الهويات-وهذه هي أيديولوجيا موت الإنسان.
يقدم هذا الكتاب نقداً حداً-وصريحاً-من منظور معرفي لموضوع أدلجة العولمة-ومحاولة تسييسها ومن ثم محق كل الخصوصيات الثقافية وإستراتيجياتها الاقتصادية، وخياراتها الأيديولوجية، وهو بلا أدنى شك، موضوع ساخن ومتطور بتطور مستحدثات الأمور ومجرياتها في العالم.
إنه جهد أكاديمي خالص، وهو يقدم قراءة مغايرة ومختلفة، فهو لا يرفض العولمة رفضاً العولمة رفضاً دوغمائياً، بل يحاول جاهداً تقديم البراهيم وذلك بالتركيز على مصادر الفكر الغربي، التي روجت هذا الخطاب، كما إنه يناقش تلك المخاتلات التي اتخذت موقفاً جدياً من التاريخ.
إنها بالإجمال-قراءة نقدية تنبش في ثقافات وحضارات وأفكار الشعوب المغلوبة على أمرها التي تعيش مرحلة ما قبل الرأسمالية.