شارك هذا الكتاب
أوروبا التنوير - سلسلة نصوص
(0.00)
الوصف
ربما حملت تلك المرحلة اسم "الأنوار" لأن ما سبقها كان ظلاماً. حدث ذلك حين قررت أوروبا الاستفاقة من سبات القرون الوسطى، غير أن سيرورة اليقظة استمرت طويلاً في الزمان وانتشرت في كل أرجاء القارة. بدأت الأنوار من الكوجيتو الديكارتي المعروف: "أنا أفكر، إذن أنا موجود"....

ربما حملت تلك المرحلة اسم "الأنوار" لأن ما سبقها كان ظلاماً. حدث ذلك حين قررت أوروبا الاستفاقة من سبات القرون الوسطى، غير أن سيرورة اليقظة استمرت طويلاً في الزمان وانتشرت في كل أرجاء القارة.
بدأت الأنوار من الكوجيتو الديكارتي المعروف: "أنا أفكر، إذن أنا موجود". بدأت من اللحظة التي تحرر فيها العقل، عقل الفرد، من مكبلاته الغيبية، التي بدأ فيها نتاج العقل البشري يتواصل ويتفاعل مع بعضه بعضاً، من مغرب أوروبا إلى مشرقها، من لندن ومدريد ومالقة وليشبونه إلى موسكو، ومن شمالها في السويد حتى جنوى والبندقية.

الأنوار تواصل وتفاعل، لذلك قيل إن الحضارة التي أطلقها العقل البشري شيدتها المواصلات ووسائل الاتصال، وها هي الحضارة اليوم، بعد أن أدركت ما أدركته في مجال اكتشاف المجاهل في الطبيعة وفي النفس البشرية، في الأرض والبحر والسماء، تستمر بابتكار أشكال من التواصل لم تكن تتخيلها مرحلة الأنوار الأولى.

عصر التنوير الأوروبي بدأ إذن من الفكر والقلم والكتابة، هو وريث جمهورية الآداب والأكاديميات والبحوث العلمية والصالونات الفكرية والأدبية.

إنه عصر الصحافة والجرائد، بكل أجيالها، من التقارير المكتوبة بخط اليد إلى جيل جديد أطلقته المطابع، من التقارير السرية إلى المراسلات على امتداد أوروبا. من صحافة الأخبار الشخصية والحميمة إلى تلك المتخصصة في العلوم وفي الآداب وفي كل النتاج الفكري. من الصحافة المحلية إلى تلك التي كانت توزع على المشتركين في كل العواصم.

هذا الكتاب ضرورة للمكتبة العربية، لكنه لا يكفي، هو لأنه يطلعنا على هذه الصور المتعددة للأنوار، لكنه لا يكفي لسببين: الأول، هو أن المؤلف، رغم كل الجهد المبذول في تقديم لوجة بانورامية شاملة عن مآثر الأنوار وإنجازاتها في كل أوروبا، لم يستطع الإفلات من قبضة المركزية الفرنسية، والثاني: أن الكلام عن تنوير أوروبي أو فرنسي ينبغي أن يشكل حافزاً للبحث عن إجابة على سؤال التنوير العربي، وهي إجابة لن نجد عناصرها في هذا الكتاب، وإن كان في الإمكان أن نعثر فيه على ما يثير فينا التساؤل.

إذا كان القرن الثامن عشر هو قرن التنوير الأوربي، فالتاسع عشر هو قرن التنوير العربي. إلا أن الأول كان أوروبياً بالاسم والفعل، بينما كان الثاني عربياً بالاسم، مصرياً- لبنانياً بالفعل. هكذا قدمت صورة التنوير إلى القارئ العربي، من خلال ما ظهر في مصر بعد نابوليون بونابرت، وفي لبنان بعد حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام، أي في كلا البلدين بعد احتكاكهما بالغرب.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789959294029
سنة النشر: 2008
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 128
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 12x17

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين