-
/ عربي / USD
كان يمكن أن يوضع لهذا الكتاب عنوان يشير بوضوح إلى نهاية المطاف: بحث نقدي لخيارات علماء الاجتماع الذين لا يزالون يفكرون بالاستناد إلى الإيديولوجيا الماركسية التي طبعت كل مرحلة عصر الأنوار ولا تزال آثارها حتى يومنا هذه رغم تراجعها على الصعيد السياسي.
بالطبع، لم يعد المنظور الماركسي صالحاً لتحليل المجتمعات الغربية بقطع النظر عن المجتمعات الأخرى، وخاصة في العالم الثالث التي ما تزال دوله ما قبل صناعية أو زراعية بمعظمها. ولكن هذا لا يعني أن هذا المنظور قد تلاشى كلياً، لأن عصر العولمة كما هو متجه حالياً يسير باتجاه انقسام طبقي على المستوى العالمي وليس على المتسوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني. فالعولمة لا تطال الاقتصاد وحسب بل أنها تتجه نحو انقسامات اجتماعية حادة تكاد تهيئ لأطر صراعية عالمية. من هنا فإن الترسيمة الماركسية لدراسة الطبقات الاجتماعية قد تنتعش من جديد في ظل هذه الظروف وإن لم تجد بعد من يحملها على هذا الصعيد.
على كل حال يشكل هذا الكتاب نموذجاً للفكر الاجتماعي الحديث الذي يتأرجح بين التجريبية (دليل المهن والتحقيقيات الاجتماعية عن تصورات الأفراد لانتماءاتهم الطبقية) ومحاولة إيجاد الإطار النظري للبحوث الاجتماعية. بالطبع، لا نشك في أهمية هذا البحث، خاصة لأساتذة وطلاب علم الاجتماع، وكل ما نرجوه هو أن يتسلح القارئ بالمواقف النقدية لمحاكمة النص.
ويكتسب هذا الكتاب أهميته، من ناحية أخرى، كونه يعرض تطور المجتمعات الغربية، خاصة فرنسا، بحيث إن مفاهيم الانتماء الطبقي قد تغيرت كثيراً لأن طبقات بكاملها قد زالت نهائياً (طبقة الفلاحين) كما أن أعداد الطبقة العمالية تتناقص باستمرار لصالح الطبقات الوسطى (العليا والدنيا). هذه المحاكمة للمجتمعات الغربية تأتي على خلفية الفئات الاجتماعية -المهنية التي بوبها دليل الفئات الموضوع من قبل مؤسسة الدراسات الإحصائية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد