-
/ عربي / USD
قد يكون لأول مرة يبادر عضو في منظمة ماسونية إلى كتابة مؤلف أكاديمي عن المنظمة التي ينتمي إليها، وقد ساعده على ذلك أعضاء من المنظمة لكي تظل أقواله وكتاباته في الإطار المطلوب ولا تتعداه إلى نواح لا يريد الماسونيون أن تطرق.
على كل حال إن "المنظمة الماسونية -الحق الإنساني" ليست الوحيدة، فهناك منظمات عديدة في الماسونية اتخذت أسماء مختلفة مثل "الشرق الكبير" وغيرها، لها طابع واحد هو السرية في ممارسة الاجتماعات والنشاطات واتخاذ القرارات، كما أنها جميعها تعتمد مبدأ المساررة (أي تعلم مبادئ الماسونية بالتدرج، ثم القيام بالتعبير عنها في اجتماع يضم كبار الأعضاء الذين عليهم أن يجمعوا على إدخال العضو المتدرج).
أما "منظمة الحق الإنساني" فهي حديثة العهد تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وتتميز بكونها مختلطة بين النساء والرجال، بينما المنظمات الماسونية الأخرى لا تقبل هذا الاختلاط. وقد أنشأ بعضها محافل خاصة بالرجل وأخرى خاصة بالنساء. من هنا فإن "الحق الإنساني" كانت السباقة والشاذة في هذا المجال، كما أنها ارتبطت بنضال طويل الأمد لإحلال المساواة بين الرجل والمرأة.
يكشف هذا الكتاب أيضاً بعض جوانب التنظيم الماسوني من حيث طرق إدخال الأعضاء وهيكلية التنظيم والرتب الماسونية التي تندرج على 33 درجة لبلوغ المستوى الأعلى الذي يهيئ الشخص ليصح معلماً أكبر.
وقد شهدنا في هذا الكتاب أيضاً عرضاً لبعض المجالات الاجتماعية والسياسية التي كانت تعمل فيها منظمة "الحق الإنساني" لكننا نعلم أيضاً أن بعض الماسونيين المنتمين إلى منظمات ماسونية مختلفة قد وصلوا إلى مراكز سياسية كبرى وعالية، مثل مدراء عامين في الدولة أو وزراء، وكان هناك في حكومة الرئيس فرنسوا ميتران الاشتراكية التي ترأسها بيريغوفوا 12 وزيراً ماسونياً عام 1992.
هذا وبالرغم من الطهروية الماسونية فإن بعض كبار الماسونيين ارتبطت أسماؤهمبملفات الفساد والرشوة، وأدخل بعضهم السجن لاقترافهم أعمال عرضتهم للملاحقة، وكان حجتهم أن تضامنهم مع إخوان لهم فاسدين أوقعهم في المحظور.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن الماسونيين يتميزون بالتضامن القوي فيما بينهم، ويتساعدون في شتى المجالات ويتبادلون الخدمات على اختلاف أنواعها.
أخيراً، كما يوضح هذا الكتاب، لا وجود لفروع لهذه المنظمة في البلدان العربية، بحسب لائحة البلدان، ولكن لا شك أن لدينا فروعاً لمنظمات ماسونية أخرى، كشفت عن نفسها في مناسبات معينة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد