-
/ عربي / USD
يمثل كتاب (السَّردْ) لمؤلفه جون ميشيل آدم مشروعاً يهدف إلى تطويع بعض الأطروحات المؤسسة للقراءة وإضاءة بعض الرؤى المتشابكة وإتاحة الرغبة والوسائل للاعتماد مباشرة على نصوص تأسيسيّة وذلك دون التوغل في مُنعطفات الخصومات بين المدارس ودروبها الملتوية وأو الانحصار في وجهة نظر واحدة.
لقد أراد مؤلف الكتاب أن يكون كتابه نافذة تنفتح على مُجمل النظريات السردية على اختلاف مرجعياتها وتباين خلفياتها، دون أن يغفل عن تدعيم تحليلاته النظرية المعمقة والتي تصل أحياناً إلى درجة من التجريد عاليةٍ بما يناسب من أمثلة ورسومات دقيقة تدلّ بجلاء على أن جون ميشيل آدم لا يقصر عنايته على السرد الأدبي المكتوب وإنما يُعنىَ كذلك بالسرد العادي المنطوق من خلال تنزيله-على ما سيرى قارئ الكتاب-ضمن الحوار ودورات الكلام ولهذا وذاك تجاوز التوقف عند نظريات المُنظرين من الروس والفرنسيين مثلاً إلى سواهم من الأمريكيين وغيرهم أمثال "لابوف" و"التزكي" في إطار العزم على رصد قضايا السردية ضمن المجال الأكثر تعقيداً والأكثر انسياباً وهو المجال "الشفوي" والكلام الذي يُعرَف بالعادي في استحضارٍ واضح "للمتلقي" ضمن ما يُعرف "ببراغماتية التواصل القصصي".
يتألف الكتاب من خمسة فصول، تبدأ بماهية السرد في الفصل الأول الذي انعقد على (التمثيل والإقناع) وعلى (البُعد الزمني)، وقد عرضَ من خلاله المؤلف لىلية تقطيع المنجز السردي في شكل جمل قصصية... وفي الفصل الثاني سلط الضوء على مكانة (الموروث الشكلاني) من خلال دراسته لمكانة مُصنف فلاديمير بروب (مورفولوجيا الحكاية) في تاريخ السرد والسردية لا سيما ما تعلق بالشخوص ووظائفها الإحدى والثلاثين التي تَطارحَها علماء القصّ الحديث...
وانعقد الفصل الثالث على قضية (النظام وأشكال الوقف في القص) من خلال التمييز المنهجي الدقيق بين (الحكاية المَرْوية)، وبين (السّرد الرّاوي)... أما الفصل الرابع فمدارُه (السيمائية القصصية) ورمزها "غريماس" وقد عرض مؤلف الكتاب لنظريته من حيث العوامل والفواعل والأوصاف والأدوار الثيمية والبرامج
القصصيّة في السرد النموذجي... ثم ارتكز آخر الكتاب على قبضية (البنية النصية) في صلتها (بالملغوط القصصي) وذلك على امتداد الفصل الخامس الذي اهتم فيه المؤلف بالمدرسة الأميركية في السّرد من خلال أطروحة لابوف ووالتزكي ومن خلال الكلام على الفرضية المقطعية ومحاولة تعريف السّرد من حيث (التتابع الحدثي) و(الوحدة الثيمية) و(المُسنَدات المُتحولة)، و(حدث الفعل) إلى آخر ذلك مما تميزت به أطروحة ووالتزكي والمدرسة الأميركية في السرد. هذا الكتاب نافذة على المشهد الغربي الحديث، وتأسيس حقيقي لكل من أراد الخوض في غمار العمل القصصي ودروبه الشائكة...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد