-
/ عربي / USD
عاش الفيلسوف الذي لم يعد يُسمح له بشرح فلسفته في بيت متواضع ذي نوافذ صغيرة في زقاق ضيّق غير معبّد، وقد سبب له عدم وجود ضوء كاف ضيقاً شديداً.
وأقام ابن رشد عيادة طبية في اليُسَانَة، وتوافد عليه المرضى بسبب سمعته ومنزلته كالطبيب السابق للخليفة، واستخدم كلّ ما يملكه من مال في ممارسة تجارة الخيول على نحو متواضع، وعمل في صناعة الجرار الفخارية الضخمة التي كان اليهود الذين لم يعودوا يهوداً، يخزنون فيها زيت الزيتون والنبيذ ويبيعونها.
وفي أحد الأيام، بعد بدء منفاه بفترة وجيزة، ظهرت أمام باب داره فتاة، ربما كانت في صيفها السادس عشر، ترتسم على وجهها إبتسامة لطيفة، لم تطرق باب أفكاره أو تتطفّل عليه، بل وقفت هناك تنتظر بأناة حتى أدرك وجودها فدعاها إلى بيته، وقالت له إنها أصبحت يتيمة منذ فترة غير بعيدة، وقالت إنه لا يوجد لديها مصدر رزق، وأنها لا تريد أن تعمل في المبغى، وقالت له أيضاً إن اسمها دنيا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد