يدرس سوذرن، أحد كبار المتخصصين في أوروبا العصور الوسطى، في هذا الموجز، تطور الرؤى الأوروبية تجاه الإسلام ما بين القرنين العاشر والسادس عشر. وهو يملك وجهة نظر محددة في هذا السياق، مفادها أن القرنين الثالث عشر والرابع عشر شهدا محاولات جادة من جانب علماء لاهوت كبار لتصحيح...
يدرس سوذرن، أحد كبار المتخصصين في أوروبا العصور الوسطى، في هذا الموجز، تطور الرؤى الأوروبية تجاه الإسلام ما بين القرنين العاشر والسادس عشر. وهو يملك وجهة نظر محددة في هذا السياق، مفادها أن القرنين الثالث عشر والرابع عشر شهدا محاولات جادة من جانب علماء لاهوت كبار لتصحيح النظرة إلى الإسلام، تمهيداً لإقامةت علاقات أخرى مع المسلمين بعد اقنضاء الحروب الصليبية. لكن تطورات داخلية أوروبية حالت دون ذلك، على مشار الانقسام الكاثوليكي/البروتستانتي، والكشوف الجغرافية، وتفاقم الصراع مع العثمانيين، وبدء التوجه الأوروبي لاستعمار العالم.
صوّر سوذرن العلاقة بين الدينين والثقافتين باعتبارها تجاذباً بين المعرفة وإرادة القوة والاستحواذ، وقد انتصتر نزعة السيطرة على المعرفة المحررة. ولذلك فإن هذا التحليل الدقيق شائق ويستحق القراءة بعيون إشكاليات الحاضر أيضاً، كما أوضح الأستاذ المترجم في البحث التقديمي الذي قدّم به للترجمة.